امرأة مختلفة

لا يخُفى عليكَ  يا صديقي 
ما أمرُ  به من فوضى عارمة 
جعلتني مشتتة الذهن 
كلمات ، وكلمات 
بين التهديد ، والترغيب 
بين الرحيل ، والبقاء 
وأعود وأكرر كلامي 
نحن في زمن التكنولوجيا 
زمن التواصل السريع 
بمعنى لا يوجد سبب مقنع 
لهذه اللامبالاة من أحدٍ ما 
سوى الموت لا أكثر 

من يريد أن يكون معكَ 

يخلق ألف سبب 
ويحطم ما يسمى بالعقبات ؛
ربما كل ما نحتاجه 
مجرد كلمة تشعرنا 
أننا ما زلنا حاضرون ...
ولكن يا صديقي 
دعك من كل هذا وذاك 
لم يعد يعنيني كثرة الغياب 
ولا الحضور يستطيع 
أن يُلغي ذنب اللامبالاة 
أصبح كل شيء متساوي 
جميلٌ حقاً أن تشعر بهذا الشعور 
لا شيء يؤلمك ، ولا شيء يسعدك 
أنا  امرأة   لا تحب الضبابية 
ولا الألوان الرمادية 
ولا تستهويني أنصاف الأشياء 
في قانوني 
أكون ، أو لا أكون 
ومن يختار الابتعاد 
لن يعود إلا أذا سمحتُ له 
هذا خياركَ ، وهذا خياري ؛
يا صديقي نحن نولد 
أكثر من مرة 
حين نبكي عند أول خروج لنا 
الى هذه الحياة 
وحين تدعسنا المواقف تحت أرجلها 
وحين يطعننا أقرب الناس لنا 
وحين نحب .... 
وعند كل ولادة 
يخلق داخلنا شيء جديد 
تارة قوي ، وأخر ضعيف 
ولكن كل هذه الولادات 
كنا نحن نتاجها 
قساة كنا، أو عطوفين 
نحن نتاج أحداث ، وأشخاص 
لذا نحن لا نملك أن نبقى 
كما كنا بولادتنا الأولى 
لا ذنب لنا 
كل ما هنالك أننا مجرد 
أنسانيون معرضون  للتغير ؛ 
"""يقول جان بول سارتر: 
إن الحياة ثلاث مراحل 
إعتقادكَ أنك سوف تغير الدنيا 
إيمانكَ بأنك لن تغير الدنيا 
وتأكدك من أن الدنيا قد غيرتكَ """
وهذا هو الحال يا صديقي العزيز 
وفي الختام 
أود حقاً أن أهرب بعيداً 
بعيداً عن كل شيء 
عن كل الأشخاص 
وأغفو على رصيف لا يعرفني فيه أحد 
شعوري بأن الرصيف البارد 
سيكون عطوفاً على جسدي 
أكثر ممن حولي !!!
شعور موجع حقاً 
ذنبي الوحيد أنني أـشعر بعمق مرعب 
أتحسس التفاصيل الصغيرة 
أبحث وراء كل سبب 
أكره هذه المشاعر 
كم تعذبني 
لِما لم أكن كأي امرأةٍ 
لا تبالي سوى بتبرجها 
ولا يشغل بالها سوى 
ماذا سوف ترتدي 
ليتني لم أكن بهذا العمق 
وبهذا  الإحساس  المرهف 
ليتني يا صديقي لم أكن مختلفة ....
" أيحق لي القول لكم 
طاب صباحكم بعد هذا الكم 
من الكلمات المجنونة ؟؟؟ " .