هرولة أحرف ....

 

تهرول الأحرف خلف الأبجدية

ترتسم المسافات -

بين فاصلة ،،ونقطة

فراغات يقف عندها التفكير

تسافر  الذاكرة  عبرها

على مركب الحنين

تتلو قرأن الصمت

تصلي صلاة الغائب

على نبضاتها الموجعة

وتعود لــ تمارس اصطفافها

على الأسطر ،،

وتتحول الأحرف الى سمفونية

رقيقة  تتهادى  على الورق

تتمرد على ذكرياتها الحزينة

وترسم ظل فتاة ضاحكة الثغر

تطل برأسها من بين الكلمات .



قلمي ،،ركني ،،قهوتي ....

 

منذ أن أختنق الكلام في حنجرتي

لم أجد سوى قلماً أسميته صديقي

لم أجد بعد الله سواه يسمعني

ويجيد فن الأصغاء ،،

وهناك في البعيد ،،زرعت حبات قهوتي

وأتت الى ركني زائرة

فــ أعجبني هدوؤها ،،رغم عتمتها

عرضتُ عليها بعضاً من أفكاري

وعرفتها على صديقي ،،

من دون تردد طلبت البقاء قربي

فــ اتخذتها بــ فنجان أصبح نديمي

وأصبحنا ثلاثة لا نفترق

قلمي ،،،ركني ،،وقهوتي .



هنا أكتبُ آيات العشق ،،والوجع ...

 

من هنا يا صديقي ،،من زاوية الأنتظار

أجلس على مقعدي ،،ونديمي فنجان قهوة

تطلُ أفكاري على شرفات عقلي

تتزاحم وكأنها في سباق

من سيكون الأول على الورق ؟

والليل شاحب غيرت ألوانه سماء الغربة

والقهر أنولد مع أول خطوة خارج

أسوار الوطن ،،

وأنا يا رفيق دربي متعايشة مع الصمت

منذ أول رصاصة غرستْ داخلي

منذ أن أصابني الخذلان ،،

اتخذتُ من الكتابة سكناً،،وموطناً 

ألتجأ اليها كلما أختنق داخلي الكلام 

هنا يا صديقي كل ليلة 

أصليّ صلاة الغائب على (الأنا) 

وألقي على نعشها الورد الناعس 

 هنا أكتبُ آيات العشق

وأعزف ناي أوجاعي

هنا كلمات قتلتها مرارة الظلم

وهنا كل تلك الأفكار المتضاربة

أراها ترتطم على حافة الورق

بــ خوف أنظرها ،،فهي كــ البركان الثائر

كل هذا يحصل هنا في زاوية ركني

وأعود الى ارتشاف قهوتي

بلا مبالاة لكل ما يجري .

 

اشتقتكَ ألفاً ،،,وألفاً ،,وألفا ...

 

اشتقتكَ  ألفاً ،،وألفاً ،،وألفا

اشتقتُ الى نبضٍ يعيدني الى الحياة

اشتقتُ لــ جنوني معكَ ،،لــ غضبي

لــ غيرتي ،،لــ ضحكتي الشقية

اشتقتكَ حد أن التفكير بكَ

يرسمُ لي خطاً طويلاً من الفرح

أسير عليه غير أبهة الى أين يوصلني

اشتقتكَ ألفاً بعد الألف

اشتقتكَ حد أنكَ تراودني عن نفسي

تبعثر تماسكي ،،وتفتن قلبي

اشتقتُ لــ فلةٍ تدسها بين خصل شعري

الى قبلة تطبعها على شفتي

الى عطركَ الفاتن ،،

اشتقتُ الى خيال أرسمه

من دخان سجائركَ

مجنونة بكَ ،،مفتونة أتدركَ يا أنتَ ؟

لا شيء يعيد نسغ الحياة

في أوردتي غيركَ ،،

اشتقتكَ رغم استحالة اللقاء

رغم استحالة حبنا ،،

اشتقتكَ يا أنتَ ،،وكفى .



أصابتنا لعنة لعينة ،، يا صديقي ...

آيا رفيق دربي ،،مالي أراكَ

وقد أصابتك سهام الصمت

مالي أسمع الصمت المتذبذب

من أعماقكَ ترتله ،،بــ ضجيج

مالي أرى أحرفكَ تعاني من البلبلة

وكأن الدوار اللعين يعاودكَ

وذاك الطنين المزعج يسبب اضطراباً !!

آيا رفيقي هل  انتقلتْ العدوة مني إليكَ؟

هل أصبحتَ مثلي ممتلأً بــ فراغ

يشكو عدم التفرغ ؟

هل هي لعنة لعينة أصابتنا !

قم وانفض عن كاهلكَ

ذاك  التعب  الذي أرهقكَ

استيقظ من غفوتكَ

وعد كما كنتَ سابقاً

محارباً ،،قوياً

لا ترهبكَ كثرة الأوجاع

ولا يحني ظهرك طول الحزن

عد الى سابق عهدي بكَ

وانتشلني من صمتي

وتكلم ولا تبالي بما يجري

وألهب أوراقي بالأحرف

دعني أرمي تلك الأوراق المتجعدة

والجمل الطويلة الركيكة

التي كانت تتكلم عما يسمى (الحب)

عد وها أنا أعلنتُ التوبة ،،

ومعكَ يا رفيقي

سأقطع خاصرة الصمت ،،

 وأعود الى الهذيان

معكَ عند كل مساء .

طفلة الحلم كانت !!

 

هل هي حزينة ،،أم سعيدة

من قتل الروح المشتعلة داخلها

من رمى فجيعة الخذلان في قلبها

من أخمد نيران الحياة في شريانها

طفلة الحلم كانت ،،

وقُتلت قبل أن تحين نهايتها !!

من جعلها تلوذ بالصمت

وتشوه أنغام صوتها !!

طفلة كانت ليتكَ  تركتها

غافية على صدر البراءة

أيقظتها لــ تجرعها كأساً من العلقم

لتناولها وجباتكَ الملطخة بالسم

حزينة ،،أم سعيدة ؟

لم تبالي بها ،،

على قارعة الحزن تركتها

تفترسها أنياب الوجع

طفلة الحلم هي يا أنتَ

وأنتَ ،،أنتَ من نكسّ أحلامها

فــ ليمجدكَ الرب ،،سوف تلقى

ما جنت يداكَ .

 

 



دثرني بــ قفصكَ الصدري ....

 

على سبيل الحب /

أنتَ تلك الفاكهة المحرمة

على الغير ،،المحللة لــ ثغري

أنتَ ذاك الكأس الممزوج

بــــ حبات الثلج ،،

وأنا تلك الثاملة الغارقة

بين الارتشاف ،،والتلذذ

على سبيل الدفء/

أشتهي أن تدثرني بــ قفصك الصدري

وتلف أضلعكَ حول جسدي

على سبيل العشق /

لا زلت معلقة على قيده

حالمة ربما ،،هاذية ربما

ولكني أدرك أني عالقة

بين العشق ،،واللاعشق

على سبيل الأنانية /

أخبرهم أنكَ ملكي

وأن جذور قلبك بين يدي

قل لــ تلك الأنسة

أن تغض الطرف

واصرخ بــ وجهها أن أميرتي

تموت من الغيرة

على سبيل الخوف /

أخاف أن أفقدك بعد أن وجدتك

أخاف من شبح الفراق المتعفن

أخاف أن تيمم وجهك لــ رحيل

من دون رجعة

على سبيل الكلام /

مجرد ثرثرات من وحي قطرات المطر .



ضجت الأرض من سكانها ...

 

أصاب هذا الكوكب هذيان ما ...

ركض محموم ثواني تلاحق

 الدقائق .. ودقائق تلاحق الساعات

وبني البشر يتهافتون لمسابقة حمى الوقت

مصالح أصبحت دنياهم

 تاهت الروح وزاغت الأبصار

شخص ما يأتيك بخبر .. تتفتح الآذان

 وتصمت الهمسات شوقاً للكلام

لا يهم ان كان صحيحاً

مفيداً المهم انه كلام

وتبدء  تلوك الألسنة بما جاد هذا الانسان

امرأة تجلس في مجلس ما..

 تراها تنصت الى القيل .. والقال

تمتلآ جعبتها من هذه كانت وتلك فعلت

وخرجت حُبلى من الأخبار ترى

ماذا رأى جنينها من جميل الكلام !!

شاب يعاكس فتاة ما،،

 يرمي لها ورقة بثَ فيها سمه الزعاف

تتمايل في رشاقة ودلال ونظرة دونما خجل

لينسجما في لحظات الهذيان

زوج غارق في معمعة الحياة

وزوجة تنتظر نظرة اهتمام

أطفال يدفعون ثمن غلطة مخدوعة

 تعيش على هامش الحياة

وترمي بفلذة كبدها على

الطرقات يستجدي المارة بين الممرات

أخت محرومة من العطف والحنان

 تراها في سعي محموم الى كلمة ما

لا يهم إن كانت من ذئب

 أو مخادع المهم أن تشبع

 غريزة العطف والحنان

أبن فقد يد الأمان ووُضع

في خانة التهميش مع الأيام

أبنة لآذت بصدر اعتقدت أنه مصدر الحنان

ترى قسوة وإهمال ....

هذيان أصاب عالمنا وانهيار

في المبادئ والوجدان

وسعيٌّ خلف النزوات

ضجت الأرض بأهلها تستغيث

من أرجل تمادت في الغيِّ والفجور

وعاثت في الأرض فساداً ودمار ....



أفكار ثائرة ،،متمردة ....

 

 

سؤال يراودني ؟

هل الإنسان مسيّر ،،أم مخيّر ؟

هل الظروف تجبره ،،أم هو من

يستسلم لها !!

كيف نصبح في موقف ما

مغلوب على أمرنا ،،

كيف لا نستطيع التفوه بــ كلمة

معارضة للذي يحدث؟؟

كيف يُفرض علينا شيء ما

ولا نستطيع مخالفته ،،؟

هنا السؤال ؟

إذا كنا مخيرين لماذا لا نستطيع

الاختيار ؟؟بخلاف ما يختاروه لنا

حسناً وإن كنا مسيرين

كيف يرتضي الله لنا هذا العذاب

وهو أرحم الراحمين !!؟

غريبة هي الأفكار التي تولد

من عمق الوجع ،،من عمق المأساة

ربما تصل بنا الى الضياع

وربما نتخطى المحذورات ؟

لسنا مسيرين ،،ولا مخيرين

إذاً من يصنع بنا المآسي

هل نحن من نظلم أنفسنا ؟

أم هم وموت ضمائرهم المتعفنة ؟

تباً يا صديقي هذا الهذيان رغم

طريقه الشائك ،،ومعرفتي بعدم نفعه

إلا أنه يراودني ،،ويجعلني غاضبة

من كل ما يجري ،،

فــ كم من رفض داخلي

تحول الى معركة شرسة

وكم من أمر أُجبرت عليه

وفرضه عليّ قانون لست أدري

هل هو مسيّر ،،أم مخيّر ؟

وقاومته رغم كل التحديات

أدرك أني حانقة ولن أصل الى نتيجة

ترضيني ،،ولكن هي أفكاري

الثائرة ،،المتمردة  التي تأبى الخضوع

بــ سهولة  ،،ويسر

ورأسي العنيد الذي يضعني

في المآزق ،،وأنا تلك المشاكسة

التي لا ترضخ حتى آخر نفس منها

حسناً لا تبالي بما أقول

وبكل تأكيد سأجد أجوبة

لكل تساؤلاتي .

 



كــ دمية يراقصني الغياب بين خيوطه ....

 

 

إيه  يا صديقي كم هو جاحد

هذا الغياب ،،جعلني كــ دمية

على مسرح الألعاب ،،

أتراقص على لحن الوجع

يحركني بين أصابعه

يعلقني على خيوط الوهم

ولــ فرط دهشتي ما زلتُ

أرقص كــ الطير الذبيح

يا صديقي أسألك بالله عليكَ

أي جرم ارتكبته حين اكتملتُ به!!

وبأيّ حق يحرموني من اكتمالي ؟

وأيّ ذنب اقترفته حتى يعاقبوني ؟

أنها لقسوة أن ترتطم أمنياتي

على صخرة الواقع المرير

وأرقص ،،وأرقص يا صديقي

بين يدي خيوط السراب .