عنيدٌ حبكَ يا أنتَ

"" مساء الخير  يا صديقي 
عذراً لغيابي القصري عنك 
مساءكم جميل أحبتي ""
يا أنتَ لو تدري كيف أني 
أتدثر  بالصمت الطويل 
خوفاً من غصنٍ يلتوي داخل قلبي 
شوقاً إليكَ ...
جالسةٍ كـ راهبةٍ  متبتلةٍ 
في دير حبٍ أرهقني 
بين ذكريات ماضٍ 
وشوقٍ لــ مستقبلٍ يجمعني بكَ 
وصلاةٍ بــ همسٍ يرتله قلبي 
بــ أن تبقى النجوم مضيئة في سماءكَ 
ويبقى نور الحب يشرق داخل شريانكَ 
وتبقى تلك الوردة  البيضاء النقية 
محشورة ً بين أوراق دفاتركَ 
ولا تجف محبرتكَ 
عن البوح لي بأشواقكَ 
وأبقى ذاك السحر المكنون 
داخل أنغام صوتكَ ؛ 
من الغريب حقاً أن أبقى 
محتفظةً بكل تفاصيل لقاءاتنا 
رغم البعد والمسافات الشاسعة بيننا 
أن أرسمكَ على وسادتي 
وأضعُ يدي على صدركَ 
وأغفو على نبض قلبكَ 
من الغريب حقاً 
أن تتبدل كل المشاهد 
والأماكن 
ويبقى وجهكَ عالقاً داخلي 
يأبى الرحيل ، ويرفضُ التنحي 
عنيدٌ حبكَ  يا أنتَ 
صاخبٌ كـ ليلٍ في مدينة العشاق ؛
أحبكَ حين تنازعني الحياة 
على رمقٍ من فرحٍ  أرجوه 
ليكون هذا الرمق أنتَ 
أحبكَ حين يغدر بي الحزن 
ساعة هدوءٍ 
أحبكَ على الرغم من صعوبات 
هذا الحب 
على الرغم من اليأس لــ لقاءكَ 
هذه أنا يا حبيبي 
بكل ما أحويه من مشاعر 
ودقة تعبيرٍ غارقةٌ
في بحر كَ 
لا أرجو نجاةً  منكَ 
فــ لتعيّ ما أنا عليه 
حين يراودكَ  الغياب عني 
وتركِ يدي المتمسكة بكَ . 

هنا فلسطين

من خلف الأسوار العالية 
من خلف البنادق الخائفة 
من خلف الجنود الجبناء 
من خلف مدرعاتهم 
تظهر زجاجة تنير كـ اللهب 
في عنقها زيت  مبارك 
يضيء نورها كافة الأنحاء 
هنا فلسطين ......
من المسجد الأقصى ظهر البيان 
آيات ناطقات 
ورجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه 
من سواعدهم زغرد السلاح 
هنا فلسطين ......
من سماء غزة أُعلنَ العيد 
من نور صواريخها 
من لهب غضبها 
عبرت عباب السماء 
واستقرت بين أرذل خلق الله 
بعثرت ، دمرت 
صهاينة جبناء 
هنا فلسطين ......
إخلع نعليكَ فـ الدماء الطاهرة 
أشعلت لنا درب الانتصار 
أصغِ بــ قلبكَ واسمع أزيز الرصاص 
وصرخة الله أكبر 
تخترق الفضاء 
هنا فلسطين العزة والإباء؛ 
رحم الله أطفالاً أبرياء 

وأمهاتاً ثكلى 

وأباءً رغم القهر 
يرعبون الأعداء 
هنا القدس مسرى الأنبياء 
ومهد الحضارات 
ستعود لنا بسواعد الأبطال 
وقوة بأس الأمهات 
هنا فلسطين  وزمن الانتصارات . 

حين يحرقنا الصمت

يحدث يا صديقي أن تفقد القدرة 
على التحمّل ، على الصبر 
وكأن كل العمر 
سقط من ذاكرتكَ 
في حفرة شديدة السواد 
في بعض المواقف تخذلكَ الكلمات 
لا تسعفكَ تدعكَ فاغراً فاهكَ 
وكأنكَ أبله ....
بعض المواقف تأتيكَ بغتة 
لا تدع مجالاً لمرور كلمة !!!
الصدمة  الكبرى تكون 
حين يطعنكَ أقرب الناس لكَ 
ويقتلكَ من يجب عليه حمايتكَ 
تهرب مني أبجديتي يا صديقي 
لا  أجد كلمات تعبّر عن 
كمية الألم ، وتزيل تلك الغصة 
العالقة داخل حنجرتي 
لا شيء يا صديقي ؛ 
بين كل حينٍ ، وحين 
نحتاج مساحةً  من الوقت 
وقليلاً  من الاستراحة 
نحتاج الى هدوءٍ  يعيدُ إلينا السكينة 
الى مكان بعيد عن كل هذا الازدحام 
لنعيد ترتيب أفكارنا 
ونضع الأولويات لحياتنا 
ونرفع الغطاء عن أعيننا 
لنرى الناس على حقيقتهم 
لا على براءة أرواحنا 
ربما حينها لا نقتل ألف مرة 
ولا يسكن الوجع حنايا أرواحنا 
ربما حين نراهم بأعينهم 
تظهر  الحقيقة  المُرة 
وندرك بأنهم مرضٌ ينتهكُ  أرواحنا 
ورمٌ يجب استئصاله ورميه 
بعيداً عن حياتنا ...
ولكن يا صديقي 
يبقى للقدر اليد العليا 
فهو من يقرر مصيرنا ؛ 
" مساء الخير يا صديقي 
مساءكم مكلل بالطاعات أصدقائي " .