لملم بعثراتي صديقي ...

 

جئتُ إليكَ صديقي "

كي تعيدُ لملمت بعثراتي

بعد أن عصفتْ بي رياح الغربة من جديد "

جئتُ إليكَ وأدمعي الخائنة تختنق داخلي

بشهقة ولوعة أبحثُ عما تبقى مني ،

ما تبقى من حلمٍ ،من فرحٍ

كان يزهر على أطراف قلبي ربيعاً "

لملمني يا صديقي ،وأحتضن روحي التائهة

فــ ها قد عادت ليالي القهر تسكنني ،

وعادت معها عذابات السنين "

بــ الأمس كانت هنا حياة

كانت ضحكات تترنم بين شفاه الليل ،

وكانت الأمنيات تتمايل وكأنها

عروس تتبختر متباهية بــ فستانها الأبيض "

وحلمٍ متجسد بــ حلقة  وورقة وشاهدان ،

وضاعت كل الأحلام يا صديقي

وماتت تلك الأمنيات ،

وأصبحتُ أعانق وحدتي كل مساء

وأطبطب على جراحات قلبي ،

كــ أم حنون جمعت بين يديها الحياة "

لملمني يا صديقي وأحتضن ما تبقى مني .



رحيلكَ أحمق لعين ...

 

أكتبكَ  أم لعلّي لم أعرف الكتابة

إلا لكَ ،وعنكَ  !!

ما زال الشعور هنا عالقاً وسط قلبي

مسجون بين أضلعي ،

لم يغادرني رغم مغادرتكَ   اللعينة ""

ما زال الشعور الصادق يراودني

يراود كل كذبة ينطق بها لساني ،

عالق أنت في المنتصف من كل شيء

في وقتي ،في يومي

عالق بين حاضري ،وغدي "

بل أنت كأنكَ  قبل ولادتي معي ،

تسكن بين أطياف أحلامي "

تباً لكَ  كم يشقيني حبكَ

لِما غادرتني في الأمس الذي لم ينتهي ؟

لِما يممتَ وجهكَ ناحية الرحيل ؟

هل كان حبكَ مجرد كلمة عابرة "

أم لعلّي أغرقتكَ بــ حبي حتى كدت أن تموت!

أودعتني بين هذياني ،وهلوسات أفكاري "

غادرتني وأنا متعبة بعدكَ ،

يا أنتَ كنتُ مدمنة عليكَ ""

أحمق أنتَ  حين ظننتَ أن  فقدكَ

سوف يمر كــ طرفة عين بعد دخول

غبار رحيلكَ عنها "

لم يدرك عقلكَ بأنكَ لي حياة

لم  تصل مشاعركَ  لمعرفة ما أحمله

لكَ في قلبي "

عاشق أحمق كنتَ ، لم يستطع رؤيتي

وحمقاء صغيرة ما زلتُ أنا "

لأنكَ لم تزل تسكنني .



بعدا أنفاسك بتغمرني ....

 

 

سألتك مين أنتَ  ومن أيّ درب جيت ؟

سألتك شو بتعني أحرف اسمك !

وليش كل حرف بيشعل جواتي نار ؟

أنتَ الي كتبك القدر تكون حبيبي

أنتَ  الي انغرس رسمك بضلوعي

أنتَ البعيد القريب مني ،

نسيتكَ ،لاء ما نسيتكَ

بعدا أيدك بتزرع   زهر على خدودي ،

بعدا أنفاسك متل نسمات الليل الحنون

تنعش أنفاسي ،

ياريت القدر يجمعنا من جديد

لشوف عيونك  ، وضمك لـ ألبي

ليش أنا وأنت يعذبنا القدر

ليش يفرقنا ويوجعنا ؟

عم ببكي أيه عم ببكي

من السما بطلب من ربي الغفران

يمكن بــ ذنب كتب النا الفراق ؟

أنت  إلي ايه،، مهما باعدنا  الزمان

وسافرت فينا المسافات ،

وأنا إلك لوحدك هيدا عهدي من زمان

رح عيش ،وموت ويضل ألبي ملكك ،

ما تخاف ،ما تزعل عندي أمل نلتقي

ويجمعنا بيوم القدر .



وأنتَ أجمل أقداري ....

 

من بين ثنايا المساء ،،وبين طياته

تمتد أصابعُ الحنين وتعصر روحي

لتعيد ما أبعدته في نهاري ،

هنا مقابل حائط غرفتي

برواز معلق فيه  ورقة متهلهلة

قد أكل الدهر عليها ،وشرب

تآكلت أحرفها ،وبهتَ لونها

كانت في زمن مضى ،

تروي حكاية حب لــ عاشق

عشق فتاة وهام بأحرف إسمها ،

قصة طالت ،فصولها حتى عانقت

سحب السماء "

فتحتْ أصابع الحنين باباً واسعاً

كلما أغلقته بضجيج يومي ،

شرعته كل مساء وكأن الذي مضى

لم يمضي "

كنتُ سعيدة ذات مساء

كانت ضحكتي صاخبة ،

وعينايا تشعان فرحاً

كنتُ  أنثى عاشقة أراقص النغمات ،

ورغم تقادم الزمان ،وتهلهل الأوراق

ما زلتُ أنثى تتفتح بتلات الزهر

بين أضلعي ،

وما زلت كــ  فراشة عاشقة

أرفرف بــ جناحيّ فوق أضواء المساء ،

وما زلت أسرّح جدائلي ،

وكأن ألف زهرة ،وزهرة

زُرعت بين خصلي ،

أجل يا أنتَ لم يزيدني البعد إلا حباً

ولم يزيدني الحنين إلا شغفاً ،

اقترب ،أم أبتعد إن شئتَ

فــ الحب قدرٌ، وأنتَ أجمل أقداري .



هذيان ملعون ....

 

ويحدث يا صديقي أن تتراكم الأمور

حتى تصبح كــ فقاعة قابلة للأنفجار

يحدث أن تكون هناك ألف ،ألف فكرة

وأمر تريد البدء فيه ،

فــ تصل الى نقطة النهاية قبل البدء !

أعتقد بأنه من المستحيل مجاراة كل الأمور

حتى لو حاولنا بكل ما نملك من قوة ،وصبر "

والسؤال يطرح نفسه ،

هل نستطيع المضي قدماً وجراحنا ما زالت نازفة ؟

في لحظة نشعر  بأن كل شيء أنتهى

كل وجع ،كل حزن مضى ورحل عنا "

لــ تعود الحقيقة وتصفع كذب تلك اللحظة ،

هذيان ملعون ،، أصاب محبرتي

وكأن هناك صندوق كبير داخله

ألف ،ألف صندوق لا يوصلنا الى حقيقة ما بــ داخله "

أحمق من يعتقد بأن كل شيء قابل للنسيان

فــ هأنذا على حافة النسيان أتمايل هاذية

بــ كذبة كبيرة أني قد نسيتُ ما قد مضى "

ويديّ تمتد داخل لحدٍ واريتُ فيه ذكرياتي

تنبشه في حنين يشوبه الغضب من حماقتي "

أحتضنُ ما تبقى منه ،أضمه الى صدري

لأعود والحده ،وأرمي فوقه ياسمينة حزينة "

وأمضي وخطواتي تئن من فرط الوجع .