رسالة أعتذار لنفسي

حسناً يا صديقي 
لقد قال لي طبيبي أشياء مخيفة 
حذرني من العودة الى  دائرة الخطر 
التي لم أجتازها إلا بجهدٍ وبالكثير من الألم 
جعلني كلامه أعيد النظر بأموري 
بكل ما يجري معي 
سوف  أبدأ من البداية .....
نحن لا نتألم من الغرباء 
لا نبالي  بهم عادةً 
نحن نتألم جداً وبحق 
ممن وثقنا بهم ، من المقربين لنا 
ممن جردنا أرواحنا أمامهم 
منهم يكون الألم مضاعف 
تشعر  بألف طعنة 
تُدميكَ ولا تقتلكْ !!

هل كنا من الغباء 

حين وثقنا بهم 

ووقفنا على حافة الهاوية 
وقاتلنا من أجلهم ؟ 
إحساس مرير  حين
 تكتشف مدى غباءك !! 
أشعرُ   بأني جالسة على مقعد 
أتابعُ مسرحية تعيسة 
أرى نفسي داخلها 

معلقة على أسوار الرواية 
تباً يا لها من رواية رديئة !!
الغباء هو عنوانها 
وفقراتها غريبة حقاً 
كيف تلاشى  العمر 
من بين أنامل الحياة  القاسية 
تخنقُ أيامه ، وتخمدُ أنفاس ساعته 
لتجد نفسك على أعتاب الثواني 
تستجديها التوقف .... 
بعد أن ذهب العمر  وأنتَ  تجري 

لأجل فلان ، وتقدم لأجل فلان 
وتجاهد كي لا يغضب منك فلان 
وتقدم روحك على مذبحة التنازلات 
غير مدرك لخسارتك الفادحة ....

طال جلوسي والتأمل سيد الموقف 
عجباً لم أشاهد غيري ممثلاً 
على  خشبة المسرح 
لقد كنتُ  القاضي والجلاد 
والفقير ، والغني 
لقد كنتُ  أتنقل بين كل التفاصيل 
مرت حوادث كثيرة بي 
جعلتني أقف فاغرة  الفاه 
وكأن هناك من صفعني بالحقيقة المُرة 
كيف استطعتُ فعل كل هذا بروحي !!!
لم أقدرها حق  قدرها 
لم أراعيها حين حزنها  
لم  أطبطب على جراحها 
لم أحضنها حين فقد ...
لِما كنت  قاسية معها ؟ 
كيف استطعتُ وهبها لغيري 
وسلبها حق الحياة !!
منذ متى لم أنظر الى مرآتي 
لم أـرتشف فنجان قهوتي على مهل 
ولم أرقص على أنغام موسيقى صاخبة ؟ 
انتهت المسرحية وأسدلت الستارة 
وكانت الخاتمة  رسالة  أعتذار مني 
أنا أعتذر لنفسي 
لكل لحظة أحزنتها 
لكل لحظة أوجعتها 
لكل لحظة ضاعت سدى 
ولكل غفلة عشتها 
أعتذر أمام الملأ عن تقصيري 
و أسرافي  بمشاعر الطيبة 
وأتعهدُ بأحراق هذه المسرحية 
وذر رمادها في الهواء 
أتعهد بكتابة رواية حياتي 
بالطريقة التي تناسبني 
بعيداً عن كل الأحداث السابقة 
بالعزيمة سوف أتخطى الصعاب يا صديقي 
لن أدع أحداً يمنعني عن تحقيق أهدافي ؛
كلمات كتبتها في طريق عودتي 
من وحي شعوري بالخوف من الرجوع 

الى  دائرة المرض ودربه الموجع 
عافاني الله واياكم من كل داء 

مساء الخير أحبتي . 

يقينٌ حبكَ يا أنتَ

بعيداً عن كل الأحداث المحزنة 
وكل الطرقات المغلقة 
وكل الأماكن الكئيبة 
سوف أكتب عما يجول داخل فكري 
من كلمات ، وأفكار ، ومشاعر جياشة 
إذاً هذه رحلة  الشوق الذي طرق 
باب قلبي ....
سلامٌ الى عيناكَ  البنيتان 
كـ حبات البندق الممزوجة 
بنكهة القهوة ...
مثل نغمات المطر  الرشيقة 
ضرب حبك نافذة قلبي 
عاصفاً كـ أغنية في مهب الريح 
مضيافاً كان قلبي 
مليء بالحنين 

دخلتَ إليه  مثل قادمٍ أتى 

من سفرٍ بعيد ..
ارتعاشُ كياني يفضحني 
كلما تساقطت كلماتكَ 
على مسامعي 
يتلقفها قلبي قبل سمعي

لو تدري كم أشتهي 
جنةً صغيرة على مقاسي 
تحتضنني معكَ 
حيث لا مسافات لعينة 
تبعدني عنكَ ، 
أحبكَ في كل وقتٍ 
تتعبكَ الحياة وتجعلك تكره نفسكَ 
بكل لحظة قاسية مرت بكَ 
حانية الفؤاد أنا عليكَ 
لا تخف من نسيانٍ يشملكَ 
طالما أني أدثركَ بمعطف كلماتي 
وأبثكَ شجوني ، وأشواقي 
لا تبتأس حين تصيبني نوبة غضبٍ 
وحزنٍ يفتكُ بي 
فلتدرك أني قوية رغم ظاهري الضعيف 
لا أنكسر  كـ شجرة شامخة 
وسط الريح أنا ....
و يا أنتَ  
أني  أمارس طقوس الصلاة 
كي يبقى حبكَ مقترناً بقلبي 
جزءً  لا  يتجزأ  مني 
وأبقى أتفيأ تحت ظلال حبكَ 
محمية بتعويذة همستها 
ذات مساء على مسامعي 
إنكَ سوف تبقى على حبكَ 
الى أخر الأنفاس؛ 
وفي الختام ...
أمانٌ أنتَ كـ وطني 
كل ما قبلكِ كان سراب وتيه 
وكل ما بعدكَ ظلام وظنون أثمة 
يقينٌ  أنتَ  ورحمة من رب السماء ؛ 
" صباحك جميل مدللي 
صباحكم جميل أحبتي " . 

 

الخوف هو العنوان

أدركُ  يا صديقي أني امرأة 
سيئة في بعض الأحيان 
تأكلها هواجسها ، وخوفها 
تبتعد حين اقتراب 
وتقترب حين ابتعاد !!
مندفعة  لا أنكر ذلك 
ولكن رغم سيئاتي 
لم أدر ظهري لأحدٍ ما 
لم أنسى من أهتمُ لأمرهم 
ولم أخذل أحد في يومٍ ما 
كل ما هنالك يا صديقي 
أني متعبة حقاً متعبة 
تكالبت الظروف عليّ 
جعلتني أُسكتُ قلبي عن الحنين 
صامتة حد أني نسيتُ كيف 
تكون نغمة صوتي 
أصبتُ بــ خرسٍ في روحي 
رغم أني أفهم كل التلميحات حولي 
أُعرض عن الكلام 
لأني أدركُ مشقته وربما عدم فائدته 
ورغم ضعفي أتحمل كل الأوجاع 
ليس لأني جسورة ...
بل لأجل أن لا يقلق من يهمه أمري 
يا صديقي صدقاً لا أستحق 
كل هذا الذي يجري 
أشعر بأن لعنة ما أصابتني 
ربما لِما لا ؟
وهل حياتي إلا مجرد لعنات متتالية !!!
ربما أكون متعبة لأني أمارس 
حياةً  لا تشبهني 
حياةً متاحة  لا أكثر 
ربما .....
ولأني لا زلت على قيد الحياة هذه 
أدركُ تماماً  أني سأبقى أتعثر 
وأقع الى أن أجد الطريق الصحيح ؛
وربما أقسو عليكَ 
وفي قلبي ألف جمرة حب مشتعلة 

ربما أرحل  وأنا أجرجرُ  قيد 

حبكَ في دمي 
وددتُ لو أن لي حياةً غير حياتي 
لأحبكَ بعد الألف ، ألفاً 
سؤال يراودني 
هل حقاً سوف تنساني ؟ 
هل تسللت يد الهجران 
وقطعت طوق الحب والوصال ؟ 
ربما لست أدري ؟ 
لم أعد أدري شيئاً 
فكل الأمور تتجه عكس مساراتي 
هنا أنا ، وبعيدٌ  أنت هناك 
في ظلمة الليل يتوارى ظلكَ 
خلف سحبٍ قاتمة 
تختبئ  أدمعي تمتزج بها 
أبيةٌ  على السقوط 
ولكنها تترنحُ وترتجفُ 
خوفاً ربما شوقاً 
ربما يأساً 
لستُ  أدري ؟؛ 

امرأة ذات كبرياء

" مساء الخير  يا صديقي 
مساء الخير أحبتي "
أما بعد ...
ترمينا الحياة بين طرقاتها 
نترنح تارة ، وأخرى نستقيم 
وبينهما نلتقي بأناس 
تنوعت صفاتهم ، وتلونت أرواحهم 
بين سوادٍ قاتم ، وبياضٍ نقي ؛
علمتني الحياة يا عزيزي
أن لا أرفعَ سقف توقعاتي 
أن لا أدع قلبي يتحكم بي 
القسوة في بعض المواقف 
عزة ، وكبرياء 
والرحيل أيضاً من الضروريات 
ما معنى أن تطلب من أحدٍ ما الاهتمام!! 
وهل بعد الطلب غير الذل والهوان!! ؛
هنا بقايا دفترٍ يروي قصة غربتي 
وقلم يكتب شتات لوعتي 
ذات مساء ...
هنا أنا وما أحويه  من مشاعرٍ
هنا رذاذ لــ دمعٍ سقط  
وتكسر  على أرض قاسية 
لا تفقه معنى الحنان 
علمتني الحياة يا عزيزي 
أن أقف بوجه الرياح العاتية 
عارية إلا من كبرياء 
علمتني غربتي أن أفلت كل يدٍ 
لا تمسكُ بي بلهفة 
وأن أرحل دون ندم 
على من يهون عليه وجعي ، وحزني 
أنا أؤمن بالكلمات لا الأفعال 
فأنا كاتبة أستطيع أن أكتب 
ألف كلمة  ولا أعني منها شيء 
وهل تصدقُ كل الكلمات !!!
وفي الختام 
شكراً  لكل من خذلني 
شكراً لمن أخلف وعده معي 
شكراً لكل من جعلني 
ما أنا عليه 
امرأة ذات كبرياء 
لا تبالي بأعداد الناس حولها 
لا تندم على من رحل 
ولا تفرح بمن أتى ؛
بين جدران غرقتي 
وعلى طاولتي رواسب فنجان قهوتي 
أجمعُ  ما تبقى من نهاري 
وأدفنه هنا بين طيات دفتري 
الى أن ألقاكَ مرة أخرى 
يا رفيق وحدتي كن بخير وبقربي .