هلاّ أتيتَ

""مساء الخير  صديقي 
مساءكم جميل أحبتي "".
وحيدةٌ أنا دونكَ 
يغمرني الليل بــ ذراعيه 
أتوسد ظلامه وكأنه الخلاص 
من قسوة النهار ...
لا شيء يضاهي رجفة القلب 
حين اشتياق 
لم أنجو بعد من سطوة الحب 
لم تهدأ خلجات قلبي 
ولم تستكنْ روحي ، 
هأنذا أحاول يائسة 
تجفيف أدمع الحنين 
أجلسُ مكتفةَ اليدين 
وكأني أعاقبُ نفسي 
على ما يجري ، 
أنظرُ الى الفراغ 
لا شيء محدد 
لا أشكال ألمحها بغتةً 
ولا خيال ألمسه بأطراف أناملي 

عتمةٌ تلفني يدهشني 

طول أناتها عليّ !!
أشعرُ بها تطبطبُ بــ حنانٍ 

على كتفي 
لا بأس يا صغيرتي 
كل هذا سيمضي ، 
أريدُ تصديقها حقاً أريد
ولكن تباً لضرباتٍ موجعة 
في الروح 
تكذّب أقوالها ، 
أعتقد بأن التعب أصابه الملل مني 
والنهار باتَ كـ مهرجٍ 
يثيرُ الضحك من حوله 
لــ يخلعَ قناعه في الليل 
ويذرف ما تبقىّ من سخريةٍ 
تمتزجُ بأدمعه ....
هات يديكَ إرمهما بين يديّ 
دعني أتساقطُ كأوراق الخريف ،
عاصفٌ شوقي ينتظرُ رياحكَ 
هلاّ أتيتَ مع بداية الشتاء 
أخافُ من قسوة البرد 
أخاف من الليل الطويل دونكَ 
هلاّ أتيتَ يا هذا ؛ 

أحبكَ حد التصّوف

لستُ خجلة من القول 
أني بكيتُ في  الأمس 
شوقاً إليكَ 
وأعترفُ بأني استيقظتُ باكراً 
بــ جفنانِ متورمان 
حسناً ومن قال أني أبالي !!!
لو تعلم كيف هي الحياة 
مدهشةٌ  يا عزيزي 
تَجبرنا رغم ما نمر به 
على  الأستمرار 
حتى لو دهستنا ألف مصيبة 
وأنتابنا ألف وجع 
إنها حقاً مدهشة !!
فــ هأنذا رغم ما جرى لي 
يوم أمس 
عدتُ الى ركني 
بعد أن أكثرتُ من أحمر الشفاه 
ووضعتُ عطري البنفسجي 
وتزينتُ بــ فستانٍ  أحمر 
أتحدى به مرارة  قدري 
أجلسُ كـ نجمةٍ مضيئة 
في عالمٍ كالح السواد 
ترتسم ابنسامة سخرية 
على شفاهي 
لا أبالي بكل هذه الثرثرة 
التي تنهال كـ السيف 
تريدُ موتي ...

هذه ليلتي الهاربة من يومي 

إليكَ ...
تعالَ واستقبلني بحفاوة 
تليق بطهر قلبي 
دع عنك ترهات  الفراق 
والكلام عن الوداع 

وكن معي في هذا المساء 
أريدُ التمايل بين ذراعيكَ 
أريد التغلغلَ داخل تفاصيلكَ 
حد التصّوف ، والأنصهار 
سوف أدع روحي تزرعُ 
بساتين الورد داخل روحكَ 
حتى يسكن الفرح 
أركان قلبكَ ؛ 
يكفيني حبكَ  الذي يوازي 
جمال الكون  بــ سماءه ، وأرضه 
لا تقلق يا حبيبي 
لن يستطيع أيّ أحد 

إنتزاعكَ مني 
فــ أنت النبض  لــ روحي . 
""مساءك جميل صديقي 
مساءكم جميل أحبتي "".
 

تحتشدُ أنتَ داخلي

من أين أبدأ 

وكل الطرقات تعيدني إليكَ !!
إن كان للشوق صوتٌ 
لاخترق عباب السماء 
وإن كان للحزن موتٌ 
لانشقت الأرض وابتلعت  الجبال 
وإن كان للحب مثال 
فــــ هأنذا ....
أن تتحمل المشاق 
ويصيبكَ  ألف داء 
وتمضي وكأنك فاقد الحياة 
ورغم هذا ، وذاك 
ما زلتُ أستيقظُ كل صباح 
على نور وجهكَ 
وأصففُ مشاعري بفرشاة 
الأمل بــ اللقاء 
وأشذبُ  أطراف الأنتظار 

بــ مقص الصبر ، وطول الأناة ؛

فلسفتي في هذه الحياة 
أن لا شيء يدوم  
وإن أغلقَ في وجهي ألف باب 
لانفتحَ باباً من أعالي السماء 
وأدخل معه نور الأمل 
فــ دوام الحالِ من المحالِ ؛
تحتشدُ أنتَ  الأن على نطاق رؤيتي 
وبين حدود أنفاسي 
أفقدُ نفسي بين ذراعيّ ظلكَ 
أصبحُ نجمة هاربة من عتمة السماء  إليكَ 
وأصمتُ في محراب عينيكَ 
لا يجيدُ فمي الكلام أمامكَ 
كـ الغيث أنتَ تبلل أطراف قلبي 
تأتيني بغتةً 
كلما حاولتُ إقصاءك عني 
وكأنكَ الأمس في قبضة اليوم 
عالقٌ وسط سلطةِ  الحب 
لا أنتَ بريءٌ  كي تفلتَ  من قبضته 
ولا مجرمٌ  أقر بفعلته ؛
لم يبقى لي سوى فيض الذكريات 
أتقوى بها على حاضري 
وبضعُ كلماتٍ  أنثرها 
ربما تعيد الصفاء لروحي . 
""مساء الخير يا رفيق وحدتي 
مساء الخير أحبتي "". 

للحديث بقيةٌ معكَ

حبيبي .....
أعلمُ تماماً أنها كـ الموسيقى 
التي تدغدغُ مشاعرك قبل النوم 
في صباحي هذا 

شاركتني فنجان قهوتي 
طبعاً بعد أن جعلتها 
تصّب غضبها على فرني 
انسكبَ ماؤها الأسود 
يعترضُ على عدم مجيئكَ 
حسناً ليس باليد حيلة ....
تركتها بدموعها السوداء المنسكبة 
واستعذتُ بالله من شرها 
حين تغضب ....
وها قد وضعتها على الطاولة 
فنجانٌ لك، وفنجانٌ لي 
وبدأ الصباح  بهدوء معكَ 
كانت العيون متصلة 
وكأن سحراً ما يربطهما !!!
همستُ بأن كيف حالكَ ؟
حبيبي ....
سمعتُ حشرجة صوتكَ 
قبل صدوره 
هل حقاً لا تعلمين 
كيف حالي !!!
امتدتْ لحظةُ صمتٍ مرتبكةٍ 
هل تكسرُ حاجزها 
أم تبقى  واقفةً على 
أطراف الشفاه ؟ 
أراكَ تنظرُ الى تلك الشامةِ 
على خدي ، 
وتفكر يا تُرى 
كم من دمعةٍ  لثمتها ؟ 
وكم من دمعةٍ مرت عليها ؟ 
لن أجيبكَ سأدع التخمين لكَ 
أسمعكَ تتمتم شريرة 
لا زالت تستخدم أسلوب 
الشر معي ....
أرى بسمة تتراقص 
على زاوية شفاهك 
دعها تشرق يومي 
حبيبي ....
وللحديث بقيةٌ معكَ ؛ 
""طاب مساءك يا صديقي 
كما طاب مساءكم أحبتي "".