الاثنين، 28 نوفمبر 2022

نصوصٌ رديئة



 تداعبني أفكاري ، تراودني  نفسي 
أن أكتبكَ بحروفٍ تُعيدُ رسمكَ 
تُعيد تكوينكَ  
تُعيدكَ الرجل الذي أحببته 
ذات مساء .......

إنه بداية النظر بعد غبشَ الحزن
يقولون بأن  المصائب تجعلنا أقوياء 
تكتسي أرواحنا بعدها 
بــ صفاتٍ  جديدة  لا تشبهنا 
ترتقي بنا بعد أن كنا دفناها 
بين كفيّ الحزن ، والاستسلام 
تستيقظ حواسنا تغادر بلادتها 
وتنفضُ عن كاهلنا أيام العذاب ؛ 

هناك في بيتي العتيق 
كان لي صندوق صغير 
أضعُ فيه كل مشاعري 
أذكرُ أني وضعتُ فيه 
باقي مراهقتي وزجاجة عطر الورد 
وأغلقته بـإحكام  
ودفنتُ مفتاحه  على شاطئ  البحر 
وسحبته الأمواج بعيداً 
وأغرقتني بين لججها 
وألقتني على اليّم 
أصارعُ وحدي قسوة الوحدة ؛ 

أكتبُ هنا ربما كتابات رديئة 
ربما تحمل أوزار خطيئتي 
أشعرُ  بالدم  الحار 
يجري بين أحرفها 
دمٌ نتنٌ يروي قصة فتاةٍ  ميتة 
تحاول أن تعود الى الحياة 
تحاول بائسة أن تلون أسطر  الكتاب 
ولكن ثمة من يعاندها 
يضغطُ على أصبعها 
كي تخرج الكلمات تعيسة 
رديئة تحمل دموع  العذاب 
وتمزجها على الصفحات 
أعتذر حقاً فالأمر خارج  إرادتي ؛ 
فكرةٌ حمقاء باغتتني 
كيف لي أن أكتبكَ 
كيف لبشرٍ أن يتلحف بشراً 
ويسكنه حتى الممات !! 
كيف بي وأنا أضعُ بصماتي 
على كافة أنحاء جسدكَ 
حاولتُ الإنسلاخ  عنكَ  صدقاً 
ولكن أوجعني نزف جلدي 
خفتُ أن أموت وأنا لم أقابلكَ  
لم أرتوي من النظر إليكَ 
حتى أني لم أعانقكَ 
أطلب السماح منكَ 
من المؤلم جداً جداً 
أن أنسلخ عنكَ ؛ 

"مساء الخير يا رفيق دربي 
مساء الخير أحبتي " . 






الاثنين، 21 نوفمبر 2022

حزنٌ بين الثقوب




   ""مساء   الخير  يا رفيق روحي
مساء الخير  أحبتي ""
ما زلت لا أعلم يا رفيق روحي 
من أيّ الأمور أبدأ 
من أيّ الثقوب أخرج 
ومن أيّ شفاه أتمتم ؟
أنا وحدي تماماً 
لا شيء يستطيع تغير هذه الحقيقة 
منسيةٌ  هنا بين الجدران 
محشورةٌ كــ صرة  ملابس بالية 
تغطي بعض الثقوب ، 
منسيةٌ كـ طائرٍ حزين 
هجرته أمه في ليلة ٍ عاصفة 
لم تكن ترغب  به ربما ؟؟
كم يلزمني من الوقت يا صديقي 
كي ألملم أحزاني 
من فوقي ، من تحتي 
لا شيء سوى زمجرة  القهر 
أبتلعها ، 
لا أستطيع بلعها 

أنها عالقة وسط حنجرتي 
كـ عزفٍ جنائزي  لا ينتهي ، 
يجب على خطوط  الألوان 
أن تكون ملونةٍ بألوان الربيع 
ما بالها وهي تُحيكني 
بسوادها القاتم !!
يجب على الروائح أن تكون مفرحة 
ما بالها وهي تكتم أنفاسي 
بروائح نتنةٍ تصدر من  تشققات عمري !!
أني هنا يا صديقي 
أقفُ عاجزة عن تفسير ماهية وجودي 
هذه العبثية في الوجود 
وتساؤل بحجم السماء 
هل  أوجدني الله حقاً للمعاناة ؟ 
هل كُتب على جبيني عند الولادة 
وجعي ، وحزني ، ومعاناتي 
هل رأتهم أمي حتى تخلت عني 
ورمتني بين   أيدي الأقدار ؟ 
هل رأت في حلمها أني سأكون ملعونة 
وخافت من حمل أوزاري ؟ 
ينبغي أن أكون كأيّ  امرأةٍ 
ولكن لِما هذه الأحداث الموجعة 
والمحزنة  تتهافت على  بقايا عمري ؟ 
لِما لا تنقرض الأيام التعيسة 
لِما هي مفزعةٌ بطولها 
لِما هي موجعةٌ كـ بثرة  على خدّ العمر 
مهما حاولت علاجها تبقى الندبة 
تتضاحكُ ساخرة من كل محاولاتي ؟ 
يا صديقي لا أطلب الكثير حقاً 
فقط  القليل  القليل  من الأنقراض 
وبعضٌ من البياض بين ظلمات عمري 
مللتُ هذه العتمة 
مللتُ من أسطر دفتري النازفة 
أريد الرحيل بهدوء عن كل المجريات 
أريد للعالم أن يرحل دوني 
ويدعني هنا بين أحضانكَ 
أشهق كل أوجاعي . 

الخميس، 3 نوفمبر 2022

هذه قصة الأمس




  ""مساء   الخير  يا رفيق روحي 
كل عام وأنا معكَ  وأنت معي 
مساء الخير أحبتي ""

في الأمس كنتَ معي 
داخل كل تفاصيل يومي ، 
أمسكتَ يدي ومشينا الهوينة 
هنا ، وهناك 
وبعد أن أجهدنا المسير 
جلسنا نرتشف كوباً من الشوكولا 
لعلكَ مندهشٌ لأنه لم يكن 
كوباً من القهوة السوداء !!
لا لشيء ولكنه كان 
يوم ميلادي 
وأحببتُ أن أتذوق معكَ 
طعم طفولتي ، 
جلسنا وعيناكَ تدوران 
في كل مكان 
ربما خوفاً من أن يرانا أحد 
أم لعلها تلك الغيرة التي 
تشتعلُ كلما نظر إليّ أحد 
لا يهم 
فكل ما يهمني هو  أنتَ 
أنتَ فقط من يشاركني أشيائي 
من يهمسُ لي 
كل عامٍ وأنتِ حبيبتي ، 
رغم أن كل أيامي معكَ 
تندرجُ تحت صفة الأعياد ...
قلتُ لكَ بضحكةٍ شريرة 
لقد حجزتُ لك مقعداً جنبي 
في دار السينما ، 
أُصيبتْ عيناكَ بالدهشة 
حين علمتَ أنه فيلم  رعب !!!
حسناً ، حسناً 
لقد أخترته بعناية 
وستعرف السبب حين نشاهده معاً ، 
الأجواء جميلة ومخيفة 
نظرتَ الى الشاشة 
ونظرتُ أنا إليكَ 
آه كم أهواكَ 
ما قيمة سنين عمري 
أن لم تكن معي ، 
بدأت أجواء الرعب تزحف داخلي 
وبــ صرخة مكتومة أمسكتُ يدكَ 
وبــخوفٍ خبأتُ رأسي 
داخل صدركَ 
الدفء المنبعث منه 
ورائحته المحببة 
جعلتني أرتجفُ خوفاً 
من تدفق مشاعري ، 
وبقيتُ على هذا الحال 
ما بين  إرتعاشة خوفٍ لذيذةٍ
ورجفة رعب ٍ تهددني ، 
ساعتان من المشاعر المختلطة 
عشتها معكَ لوحدي 
في ظل الظلام المهيمن 
كانت من أجمل وأغرب 
لحظاتي معكَ ، 
لعلكَ أدركتَ  الآن 
لِما أخترتُ هذا الفيلم ...
خرجنا متشابكي الأيدي 
تشدُ على يدي بلطفٍ وحزم 
كي يتسرب مني شعور الخوف ، 
وبعد ثرثرةٍ كثيرةٍ مني 
أوصلتني الى المنزل 
ربتّ على شعري 
وعانقتني بحنانٍ 
وهمستَ لي بأن موعدنا عند  المساء ، 
ودعتكَ ودخلتُ راقصةً الى غرفتي 
أبحثُ بين ملابسي عن فستانٍ 
يناسب فرحتي ،
وجدتُ فستاناً وردي اللون 
يرفرف حولي 
كالفراشات المتطايرة داخلي ، 
تزينتُ بالقليل 
فــ أنا جميلةٌ لا أحتاج الى الكثير 
يكفي أن أضعَ سحراً 
على شفاهي 
كي أصبحَ سيدة النساء ، 
هل  تراني مغرورة؟ 
ربما ...
ما دمت جميلةً في عيناكَ 
فلن أكفّ عن الغرور ، 
وتقابلنا في المساء 
تبادلنا تحية الحب 
وبـــ إسمه بدأ الليل مبتسماً 
وكانت ليلةً لم نستفق من جمالها 
إلا عند تباشير الصباح 
حين وضعتُ رأسي على صدركَ 
وغفوتُ كــ الملاك الرقيق 
بين يديكَ ؛ 

هذه قصة الأمس . 

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...