واختلطَ الدمع بالمطرِ

حين تلفحُ الرياح وجهي 
حين تغضبُ السماء 
وتتلبدُ غيومها 
حين تهددُ الأمطار  بهطولها 
أبحثُ في كل الأتجاهات عنكَ 
أجري راكضةً ربما أجدُ طيفكَ 
طيفكَ الذي عبرَ قفار قلبي 
فــ أنبته الياسمين 
يا أنتَ ....
كأنكَ  السراب 
تتلاشى في الفضاء 
كلما اقتربتْ خطواتي 
ابتعدتَ ....
تحتَ هذه السماء الغاضبة 
أناديكَ 
أن تعال وفُك أسري 
من بين براثن الفقد والحزن 
مدّ يديكَ واغمرني 
وطبطب على نبض قلبي 
وأبدل خوفه سكينةً 
وأمنحه تلك النبضات المجنونة بكَ 
لِما طيفكَ عنيدٌ يا هذا ؟؟
لا يفارقني يجعلني كـ الفاقدة عقلها 
أتكلم معه أناجيه ويناجيني 
لقد فاضَ الألم مني 
حتى كاد أن يغرقني 

طق ،طق، طق
لقد تبللَ الخدُ مني 
هل هي دموع عيني؟ 
أم قطراتٌ  هبطت من السماء 
تعانقُ حزني ....
لا بأس إن أخبرتكَ 
أني لستُ بخير 
هل يؤلمكَ خبري ؟ 
أعذرني حقاً لقد فاض وجعي ؛ 
"مساء الخير رفيق وحدتي 
مساء الخير أحبتي ".

يستمرُ الشوق إليكَ

يستمر  الشوق إليكَ 
بــ لهفة  الغريب عن دياره 
يستمر  بضربِ  أجزاء قلبي 
يحولها الى فتاتٍ متناثر 
يشكو الضياع  والبؤس 
أن أعانقكَ ملئ روحي 
أن أضع رأسي المثقلِ 
على صدركَ 
وأنتهدُ طويلاً على أيسره 
سـ تهدأ نبضاته أدركُ ذلك 
ســ تستكينُ روحي التائهة ؛
يستمر  الشوق يا صديقي 
حد أن سياطه تؤلمني 
في عتمة غرفتي 
في وحشة ليلتي 
في ارتجاف مفاصلي 
في ضياعي وحزني 
أشتاقكَ ...
لا أريدكَ  أن تبتأس 
رغم ذلك 
القدر ما زال يلاعبني 
بين دفتيه يرميني 
وعلى ناصيته يلقي 
ما تبقى من يقيني 
الغد ...
لا يعنيني 
كما الأمس ، واليوم 
لم تعد تبتسم شفاهي 
ونظرة الحزن تحيلني 
الى فتاة مثيرة للشفقة 
هل كان الأمر يستحق 
كل هذا العذاب ؟ 
لستُ أدري ؟ 
ربما أعتيادي على التضحيات 
أوصلني الى هذا الدرب الموحش 
ربما يأسي من لقاءٍ 
يجمعني بكَ 
من جعلني أسلكُ هذا السبيل  المضنَّي 
ربما ألف ربما 
ولكن كلها تتجه 
الى ذات الوجهة المظلمة ...
وددتُ لو أعانقكَ 
حتى يرحل حزنكَ 
وددتُ أن تنتهي دموعكَ 
بين ذراعيّ 

وتهدأ شجونكَ  كلها 
لو كان الأمر بيدي 
لمسحتُ بكفي على رأسك 
وعانقتك ألفاً وبعد الألف 
قبلتكَ ...
يا عزيزي حقاً لقد أشتقتكَ ؛ 
"صباح الخير يا رفيق وحدتي 
صباح الخير أحبتي " . 

أصابع الحزن

تلتفُ  أصابع الحزن حول عنقي 
تضغطُ بقوة تكاد تقتلني 
والذكريات تتزاحم 
وكأنها في سباقٍ مع الزمن 
من يأتي أولاً حتى يأخذ الجائزة الكبرى 
ليت كل اللحظات الدافئة تبقى 
ليت كل ابتسامة تدوم على الشفاه 
لــ سنوات ....
ليت دفئ احتضان الأيديّ 
لا يختفي وينتهي 
كما كل النهايات ...
أين أرحل وأنا كلما يممتُ 
وجهي رأيتك واقفاً 
يرتسم الوجوم على ملامحك 
وكأن على رأـسكَ  الطير !!!
أنظرُ  إليكَ  وبين  أجفار عيوني 
ألف دمعةٍ  عالقةٍ 
تأبى السقوط خوفاً عليكَ 
هل أستحق هذا العذاب ؟ 
ربما لستُ  أدري 
فقد أختلطت الأمور داخلي 
حد فقداني لــ ذاتي 
حد  التوهان بين الحياة ، والموت 
هل أنا على قيد الحياة 
أم أني للموت أقرب ؟
حقاً لستُ  أدري 
كل ما أدركه بأن الحزن 
يلتهمُ  كل ملامحي 
حد الأنهاك ؛ 

عانق نصيّ بـ عينيكَ

هاربة مني إليكَ 
أتلمسُ خطاكَ 
كـ طفلةٍ  أجري خلفكَ 
أضعُ يديّ حولكَ 
وأدع رأسي يرتاحُ قليلاً عندكَ ؛ 
أُبحر في هدأة  عينيكَ 
بعمقٍ يستهويني للغرق 
بين دفتيها 

أسافرُ عبرهما الى أعلى السماء 

الى النجوم الساطعة والكواكب المنيرة 
وسؤال حائرٌ يتردد صداه 
هل أنتَ من البشر  ؟ 
أم إنكَ  ملاكٌ هبط الى الأرض !!
بماذا أفسرُ تلك الرجفة 
التي تعتليني كلما نظرتُ إليكَ ؟
الحب أم العشق 
أم لعلها مشاعر تخطت 
حدود العقل كما تخطيتُ 
معك حدود البلدان ! 
لا أملكُ الوقت كي أقومَ 
بــ تشريحِ كل نبضة ٍ
تستكين بين ذراعيكَ 
سأكتفي بالقول ...
يهواكَ  الفؤاد وأنتَ بعيدٌ
كيف به لو حصلَ لقاءٌ
أعقبه عناقٌ وألف قبلةٍ 
ترويها  الأشواق على شفتيكَ ؛
تعالَ واعبر كل المدن 
وعانق نصيّ بـ عينيكَ 
ربما تتحقق العدالة 
وألقاكَ .... 
""طاب مساءك يا مدللي 
كما طاب  مساءكم أحبتي "".