رحم الله أمي

يشتعلُ داخلي ألف عود ثقاب 
توقدهم الذكرى 
ليعود ويطفئهم حزن الاشتياق 
من المحزن جداً أن يمر  عيدكِ 
كل عامٍ  يا أمي 
وأنا بعيدة عن لحدٍ  أودعوكِ به 
دون أن يتسنى لي توديعكِ 
خجلةٌ  أنا من دمعةٍ كنتُ سببها 
حين تركتُ يدكِ في أخر لقاء بيننا 
لم يكن الأمر بيدي حقاً 
تعلمين ذلكَ  يا أمي ...
أفتقدكِ بكل ما تحمل هذه الكلمة 
من معنى موجع 
أماه أحاول جاهدة المضي قدماً 
كما أوصيتني 
ولكن الدرب طويلٌ وموحشٌ 
دون دعاءكِ ...
أكتبُ  والدموع تتلألأ داخل مقلتي 
ولكنها تأبى السقوط 
خوفاً من أن تشعري بها 
ويحزن قلبك الحاني 
على طفلتكِ 
كنتُ  أتمنى أن أضع ورداً أبيضاً 
على قبركِ  أمي 
ولكن .....
للقدر كلمة أخرى معي 
أعذريني يا جنتي ،
لي أمل يدفعني الى التحمل 
ويقينٌ بأن النهاية أتية لا محال 
وحينها سوف يكون لي لقاءٌ معكِ 
لا فراق بعده أبداً غاليتي ؛ 
" كل عام وجميع الأمهات بخير 
رحم الله أمي وجميع الأمهات 
الراحلات الى الملكوت الأعلى " . 

يا كُلّي إشتاقكَ كُلّي

ذات مساء أمسكَ يدي 
شعر ببرودةٍ تتسرب 
من بشرة ناعمةٍ 
احتضنها برفقٍ وأودعها قبلة دافئة 
وهمسَ لها بأن حبها مدفونٌ  داخل نبضه 
وأن هواها كشعلةٍ   لاهبة ٍ
تحتضنه  كلما هبت 
نسائم الشوق ...
آيا أجمل ألوان حياتي 
يا صباحي ، ومساءي 
يا كُلّي إشتاقكَ كُلّي 
أعلمُ بـ حبكَ  المهذب 
أشعرُ بنبض فؤادكَ  
أراه بعين القلب يريد التحرر 
من عقال أضلعكَ 
دعه حرره ، دعه يأتي 
الى قلبي ويتخذه وطناً أمناً 
لا يشبه أوطان بلادنا ،

لو تعلم يا أنتَ  

كم من مرة ٍ نجوتُ  بكَ 
من أوجاعي ، وأحزاني 
كم من مرةٍ 
غفوتُ وأنا حالمة 
أني بين ذراعيكَ 
لو تعلم كيف كان عالمي  
وحيداً بائساً ، بارداً 
لا شيء يجعل الضحكة الصادقة 
ترتسم على وجهي 
لا أبالي بــ أيامي 
أكنتُ تدري بأن روحكَ 

سقطت كـ غيمةٍ ماطرةٍ 

 على روحي 

غسلتني من كل أحزاني 
واستقرت  عند أعمق أعماقي 
تساؤل : 
منذ متى شعرتُ أني أحبكَ ؟ 
لستُ  أدري حقاً 
فمذ عرفتكَ  وأنا أريدكَ قربي 
أشعرُ بعدم اكتمال يومي دونكَ 
هل كانت هذه  هي  بداية قصتي 
ونهاية بؤسي  !!! 
لستُ  أدري بل لا أريد أن أدري ... 
يكفيني أنكَ  قربي 
ويكفيني دفء قلبكَ  
الذي أحال عالمي الى 
ألوان ٍ مبهجة ِ ؛ 
" مساء الخير يا مدللي 
مساء الخير أحبتي " . 

أطمئن أنتَ كل الحب

عدتّ إليكَ  يا صديقي 
بعد أن هدأ قلبي 
وعاد الى الحياة ... 
من أشد الأمور عليك 
أن ترى من تحب يعاني 
يعاني تعباً مرضاً 
تسمع صوت أنفاسه المتقطعة 
تنساب من بعيد 
تشعر بالأختناق بالرعب 
من الفقد ، من موتٍ  يأخذه 
بعيداً عنكَ ..
كانت أياماً مؤلمة يا صديقي 
أقل ما يقال عنها أنها مرعبة 
الحمد لله الذي  تفضلّ علينا 
وشفى مريضنا وأعاده لنا 

حمداً كثيراً لا نهاية له ؛

أما بعد : 
كان شعوري معكَ 
شعورٌ بالأُلفة ، بالود 
كنتُ  أدركُ أنكَ مختلف 
شعوري العميق بالسرور 
لأني أعرفكَ ، لأني أحدثكَ 
كان أكبر من الحب 
لطالما خبأتُ  لطفكَ داخلي 
وأظهرته حين أكون بحاجة 
لروحٍ تطبطب على روحي 
وجودكَ جميلٌ حد الكمال 
يا أنتَ ....

أطمئن أنتَ كل الأصدقاء 
وأنتَ كل الأحباب 
وكل السعادة بكَ أنتَ ؛ 
بحاجةٍ  أنا الى عناق 
يمحو طول المسافات 
بحاجةٍ  أنا الى صدركَ 
طوق النجاة 
بحاجةٍ  أنا الى يدكَ 
لترتب الفوضى داخلي 
كم أهوى صوت ترنم قلبكَ 
حين يهدهد نبض قلبي ؛
أدركُ  بأنكَ  تحبني بكل تقلباتي 
بكل سيئاتي بتمردي أحياناً 
وخضوعي أحياناً أخرى 
أعلمُ  أنكَ تبعث رسائلكَ 
كل لحظةٍ  الى قلبي 
أسمعها ، أشعرُ  بها 
تنسابُ  كماءٍ رقراقٍ 
داخل أوردتي لتصل الى عمقي 
تجرني إليكَ رغم بعد المسافات 
تتحدى كل قوانين البلدان 
وتقفز فوق حواجز الحدود 
وتوصلني الى بابكَ 
فقط كي أعانقكَ وأهمس لك
لا تخف أنا هنا معكَ ؛

"مساء الخير يا صديقي 

مساءكم جميل أحبتي "