الثلاثاء، 22 يونيو 2021

رسالة أعتذار لنفسي


Doha Al-Khateeb - من مسرحية امرأه وحيده تمثيل امانه والي... | Facebook

حسناً يا صديقي 
لقد قال لي طبيبي أشياء مخيفة 
حذرني من العودة الى  دائرة الخطر 
التي لم أجتازها إلا بجهدٍ وبالكثير من الألم 
جعلني كلامه أعيد النظر بأموري 
بكل ما يجري معي 
سوف  أبدأ من البداية .....
نحن لا نتألم من الغرباء 
لا نبالي  بهم عادةً 
نحن نتألم جداً وبحق 
ممن وثقنا بهم ، من المقربين لنا 
ممن جردنا أرواحنا أمامهم 
منهم يكون الألم مضاعف 
تشعر  بألف طعنة 
تُدميكَ ولا تقتلكْ !!

هل كنا من الغباء 
حين وثقنا بهم 
ووقفنا على حافة الهاوية 
وقاتلنا من أجلهم ؟ 
إحساس مرير  حين
 تكتشف مدى غباءك !! 
أشعرُ   بأني جالسة على مقعد 
أتابعُ مسرحية تعيسة 
أرى نفسي داخلها 
معلقة على أسوار الرواية 
تباً يا لها من رواية رديئة !!
الغباء هو عنوانها 
وفقراتها غريبة حقاً 
كيف تلاشى  العمر 
من بين أنامل الحياة  القاسية 
تخنقُ أيامه ، وتخمدُ أنفاس ساعته 
لتجد نفسك على أعتاب الثواني 
تستجديها التوقف .... 
بعد أن ذهب العمر  وأنتَ  تجري 
لأجل فلان ، وتقدم لأجل فلان 
وتجاهد كي لا يغضب منك فلان 
وتقدم روحك على مذبحة التنازلات 
غير مدرك لخسارتك الفادحة ....
طال جلوسي والتأمل سيد الموقف 
عجباً لم أشاهد غيري ممثلاً 
على  خشبة المسرح 
لقد كنتُ  القاضي والجلاد 
والفقير ، والغني 
لقد كنتُ  أتنقل بين كل التفاصيل 
مرت حوادث كثيرة بي 
جعلتني أقف فاغرة  الفاه 
وكأن هناك من صفعني بالحقيقة المُرة 
كيف استطعتُ فعل كل هذا بروحي !!!
لم أقدرها حق  قدرها 
لم أراعيها حين حزنها  
لم  أطبطب على جراحها 
لم أحضنها حين فقد ...
لِما كنت  قاسية معها ؟ 
كيف استطعتُ وهبها لغيري 
وسلبها حق الحياة !!
منذ متى لم أنظر الى مرآتي 
لم أـرتشف فنجان قهوتي على مهل 
ولم أرقص على أنغام موسيقى صاخبة ؟ 
انتهت المسرحية وأسدلت الستارة 
وكانت الخاتمة  رسالة  أعتذار مني 
أنا أعتذر لنفسي 
لكل لحظة أحزنتها 
لكل لحظة أوجعتها 
لكل لحظة ضاعت سدى 
ولكل غفلة عشتها 
أعتذر أمام الملأ عن تقصيري 
و أسرافي  بمشاعر الطيبة 
وأتعهدُ بأحراق هذه المسرحية 
وذر رمادها في الهواء 
أتعهد بكتابة رواية حياتي 
بالطريقة التي تناسبني 
بعيداً عن كل الأحداث السابقة 
بالعزيمة سوف أتخطى الصعاب يا صديقي 
لن أدع أحداً يمنعني عن تحقيق أهدافي ؛

كلمات كتبتها في طريق عودتي 
من وحي شعوري بالخوف من الرجوع 
الى  دائرة المرض ودربه الموجع 
عافاني الله واياكم من كل داء 
مساء الخير أحبتي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...