يا صديقي هناك أوجاع تستطيع البوح بها
وهناك أوجاع تكتمُ على أنفاسك
تُشعركَ بــ الأختناق ، فقط الأختناق ؛
عن الموت يا صديقي سوف أكتب
عن الهزائم ، والخيبات
عن روحٍ هشة كسرت عنفوانها الأحزان ،
عن دهشة الموت الذي يسري في الحياة
سوف أكتب
عن عرض السماء ، وارتفاعها
عن سواد الأيام ، وبلوغ أقسى ساعاتها
أريد الكتابة فقط لا غير ،
فــ الصمت الملعون أبتلعني وأرداني
الى عمق الأرض ،
سوف أكتب عن الفرح الأخير
الذي كان في حياتي
الذي مرّ كـ عابر سبيل ألقى التحية
ورحلَ دون رجعة ،
أسمعُ بكاء روحي الثقيل
الذي يدفنني تحت ركام ما تسمى (الحياة)
ولأول مرة في حياتي ورغم مروري
بكل المأسي ،والفقد ،واليتم ، والغربة
أشعرُ بـ الهلاك ، بتلك الغصة التي أخاف ابتلاعها
كي لا تفضحني شهقاتي ،
ولأول مرة يا صديقي أرى الموت الهش
يطرقُ نافذة عمري بـ نعومة ويغريني للأستسلام ،
جميل أن تغمضَ عيناكَ وترحل الى ما بعد الحياة
وتغوصَ بين الغيم ، وترى لون الأبيض يرفرف
حولك ويدثركَ ،ويغمركَ بحنان الأمهات
أدركُ الأن يا صديقي أني كبرتُ ألف عامٍ
حين وضعتُ قدمي على خشبة أعتقدتُ أنها الخلاص ،
كما أشعر بأن عمري مرَ سريعاً أمامي
لدرجة أن شعري تطاير من رياحه ،
أشعرُ بالوجع يا صديقي هنا في قلبي
في روحي ، وسائر أنحاء جسدي
تعالَ يا صديقي لـ نرسم درب الموت
ونلونه بـ الأبيض فـ ليس من الأنصاف
أن تكون الحياة بـ لون أبيض
والموت يغمره السواد !!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق