كان يا ما كان

""مساء  الخير يا رفيق وحدتي
مساءكم جميل أحبتي ""
سأروي لكَ حكاية يا صديقي
حدثت في سالف العصر والزمان
كان يا ما كان 
كان هناك رجلٌ وامرأة
جمعتهما صدفة تحت سقفٍ
في مكان ما ...
تبادلا السلام ، ومن ثم الكلام
وبعد الانجذاب تعاهدا
أن يبنيا لهما حلماً من الأحلام
تدري يا صديقي
بأن الواقع مرير
وأن الهروب شيء لا بد منه 
وكان الحلم ...
ومضت الأشهر ، وتليها السنين
والحلم ماضٍ بهما
الى نهاية معلومة 

ولكن مشاعر تلكَ  المرأة 

أبتْ  الأعتراف باحتمالية النهاية !!
فــ أصبحت تُضيق عليه الخناق
تطالب بظهور حلمها
اعتقدت واهمة بأن هذا حقها !!
وبدأت ليالي السهر
تراود الحضور بالغياب
وفي المساء تعلو أصوات الخيبة
عوضاً عن همس الكلام
أعتقد يا صديقي
 بأن قلبها تمرد
وأعتلى سور الحلم بجرأة
غير أبه بالخسارة !!
وذات مساء ...
طار حلمها فرد جناحيه
ورحل ربما الى حلم أخر
وانكسرت تلك المرأة
وهجرت أماكن اللقاء
"لا شيء يكسرنا كالحب "
أصبحت روحها خاوية
تمر بها سنين العمر
وقلبها مقفلٌ لا يجرؤ أحد
على الأقتراب  منه
وكل مساء ،،كما كل مساء
كانت تجلس على مقعد الانتظار
يحدوها الأمل ..
ذاك الأمل المحرك لأرواحنا
المنهكة يا صديقي ..
ومثلما رحل ، عاد!!
عادَ يشكو شوقاً يكويه
وحنيناً لذاك القلب المحب !!
تقفُ مندهشة !!
وعيناها كـ نجمتان تلمعان
هل من الدموع ؟
أم من عودة الأمل ؟
تربتُ على قلبها بحنو ٍ
وتدور حول نفسها بفرحٍ
وكأن روحها عادت اليها
بعد الموت !!
رغم علمها بأن اللقاء محال
وأن الحلم يبقى حلماً 

مهما تواترت عليه الأزمان ..
هكذا يفعل الحب بنا
يا صديقي 
الحب معجزة يقذفها الله
في قلوبنا
نتلقفها دون إرادة منا
لذا لا تسل عن محبٍ
لما يحب من أذاقه ويلات الوجع
وأذرفه أدمع الحزن ؛
"هو الحب يا صديقي
معجزة كل روحٍ  بائسة
تبحث عن لحظات فرحٍ
ربما تكون زائفة
ولكن ما باليد حيلة
فالمعجزات لا تستأذن القلوب ".