رياح الغربة .....



يعتريني الشحوب وشهقات الليل

تبعث داخل مساءي تشنجات الغربة

وأحتضار الأنفاس يزيد الجو أختناقاً

وأوراقي مبعثرة بين رياح الغربة

تعزف أغنية لــ ليل مسهد

ألف نداء ..وألف لحن

وما زال الشحوب يعتلي صهوة الليل

أشعر بمجيء الطوفان

والليل الغاضب يمضغ صبره

ويدي ترتجف وتعزف حروف

من الغربة وترتلها فوق الورق

بمحاولة غبية للتغلب على الخوف

ويستمر الشحوب بالزحف نحوي

وكأنه سوف يبتلعني في آخر المطاف !!!

بكاء الشوارع ....!!!!



عندما تبكي الشوارع

وتنتحب الزوايا فقداً

لأطفال كانوا يلعبون بترابها

ويرسمون أحلامهم بين أزقتها

منحنية تلك الشوارع

كحيلة بالسواد

مهزومة من تشرد الأطفال

بين الشوارع والأطفال

قصة عشق لآ تنتهي

تهدهدهم بين أزقتها بحنان

يتنفسون ترابها ومعه كل الأحلام

التي رسموها بريشة البراءة والنقاء

وما زالت الشوارع تبكي أطفالها الصغار ....

عذراً يا عيد لآ تأتي ...!!!



ها قد أقبل العيد ...

وهو يرتدي حلته الحمراء

مغزولة خيوطها من دم الشهداء

مغمسة ً ببكاء الأطفال

أيّ عيدٍ أقبل وكل حجر

ينعى صرخة الثكالى !!!

أيّ عيدوالأسلام يئن من ظلم البشر

أيّ عيدٍ أتى وقلوبنا تكتوي ألماً !!

لستُ أدري ما حلّ بقلوب البشر ؟

أيّ حقدٍ أستقر ..أيّ وحشية أينعت

قتلاً ..وفتكاً ..وسلباً

عذراً يا عيد ...

لآ تأتي ما دامت أوطاننا

تنزف دماً .....

كان حبه مجرد كلمات جوفاء ....



يا صديقي الآن فقط صدقتُ النهايات

الآن فقط أقتنعتُ بأن حبي أصبح

فوق رف النسيان

نثرته الرياح الخائنة

وألحدته تحت أقدام التجاهل والنسيان

الآن فقط أغتيلتْ كل الليالي الجميلة

وصدقتُ أن حبه كان كذباً

وكل كلامه عنوانه صدق وفحواه كذب

الآن بعد سنين طويلة وليالي أرق ..وحب وأنتظار

صفعتني الحقيقة بعد فوات الآوان

وهمستْ كــ فحيح الأفعى

بأنه لا يوجد حب ..في هذه الحياة

بل مجرد رغبات ..ونزوات

لآ قدسية .. ولآ نقاء

بل مجرد كلمات عرجاء

فيها أحرف حب بلآ معاني الغرام

مجرد تمتمات جوفاء

يا صديقي اليوم صدقتُ بأن حبه

كان مجرد تمتمات جوفاء ....

امرأة من حبائل الحب ميلادها .....



وهأنذا يا صديقي

أزفُ إليكَ امرأة أخرى

أزفها عبر حبركَ الحنون

 أرسمها بعد أن تركتْ

كل المدن العتيقة خلفها

أزفها من بين غبار الوجع والأنكسارات

فتية ..شقية ذات دلال

امرأة لم ترهبها تمتمات النهاية

ولا القصائد الحزينة

امرأة انحنت للرياح كي تمر

وهي تداعب جديلتها الملقاة على ظهرها

هاكَ أنا يا صديقي

أزرعني على باب الحكاية

بين سطورها وعلى ضفاف أوراقها

امرأة من عناقيد الزهر طيبها

ومن حبائل الحب ميلادها ....

وكأن صورتكَ لم تعد مشهدي !!!



وكأن الهوى صلّى في محراب قلبي

وكأن أنيني علمني غزل عقد الياسمين

وكـأن حنيني معلق بين أروقة الورد

وكأن أوراقي لم تعد ذابلة

وكأن شهقة الحب عادت نشطة

وكأن أمنياتي ولهفتي حقيقة لا حلم

وكأن أملً مشرقاً داعبني

وكأن مسائي بعطري وفستاني حافل

وكأن الحب طرق قلبي

وكأن صورتك َلم تعد مشهدي !!!

كلماتي بنكهة الرحيل ....



كل ما في كوني شديد السواد

إلآ عيناكَ فهما نجمي وضيائي

كل ما في عالمي حزين موجع

إلآ نبضكَ فرحتي

كل ما بقلبي من دقات

لم تعزف إلآ على لحن

وجودكَ معي ....

كل ما بداخلي من خوف يستكين

وأنا بين ذراعيكَ تغمرني

بعالم الحب ....

كلماتي رغم جمالها حبيبي

أحرفها بنكهة حزن غريبة 

وكأن الرحيل باتَ وشيكاً

يا صغيري ...يا طفلي المدلل

لآ تحزن ولآ تشكي فراق

سوف تبقى روحي محلقة حولكَ

تدعو لك بحناني ....

لآ تبتأس إذا ما لاح الفراق

وتذكر أياماً كانت لنا

هوى عذب وشقاوة ....

ولآ تلمني إذا ما غادرتُ بــ جسدي

فأنه منهك مصاب ....

وإذا ما خطرتُ في بالكَ

بــ لحظة ود... وصفاء

تذكر بأن حبي لكَ

أكبرُ من كل فراق ....

سؤالي كما رحيلكَ آثم ...!!!!!



قل لي يا هل عدتَ لــ تُغلق فوهة الوجع

أم لــ تُسكن رَوعي ...!!!

أم لــ تزيد قناعاتي بأن العودة مستحيلة

بيني وبينكَ... برزخ من الغياب

بيني وبينكَ ... دموع تمرغت على صدر الفقد

وغمامة من الأشواق تأرجحت بين نبضات القلب

يا أنتَ تعلقتْ بكَ ضفائر شعري

وتموجات فستاني ...

تعلقتْ بكَ أنفاسي

وغادرتني بعد أن تنفستكَ ..حضنتكَ

توغلت داخلكَ ...

سؤالي كما رحيلكَ آثم

هل تحبني ..؟؟

أدركُ أنه خطيئتي القادمة من تدفقات مشاعري

ولكني لن أتوب عنها

وأعترف بهزيمتي دون خجل

يا أنتَ عندما يحكم القلب

تكون الهزيمة أنتصاراً

وكأني أرى أبتسامة الغرور

تعلو شفتيكَ وتلمع كاللؤلؤ عينيكَ

لآ بأس كل ما أريده هو أستراحة

بعد معركتي الألف معكَ

أرغبُ أن أحل تلك العقدة التي جعلتني

تائهة ..موجوعة ..أبحث عن ذاتي

لآ تبالي أضحك بتعجرف

وزد في الغياب وأختفي في عتمة الليل

فأنا لم أعد أرغب سوى بأستراحة

تبتر الوجع داخلي وتزيل رعشات خوفي

يلزمني عمراً آخر ....كي أغفر لكَ قتلي



مدخل ....

في يوم أعترفتُ له بأن قلبي كــ الزجاج

سريع التهشم ...

و هشمه ولم يبالي

عبر مسافات البعد غصات ألم

وزجاج مسحوق نُثر على الدرب

يُعلن حقيقة قبيحة

بأن كل شيء كان مجرد كذبة

تلك الأمسيات الدافئة

وزفرات الحنين الواعدة

وهذه الكلمات الناعمة

يا سيدة الماضي والأمس

وسيدة اليوم والحاضر والآتي

يا شاهدة تاريخي

وتاريخ ميلادي

يا نور شمسي وشروق صبحي

أحبكِ سيدتي

حقيقة يرتجف لها كياني

........

مخرج.....

أحتاج لــ عمر آخر فوق عمري

لألملم زجاجي المهشم

وأُخفي سحابات دمعي

وأمسح الحزن من عيني

يلزمني عمراً آخر

كي أغفر لكَ قتلي ....

رسالة خاصة الى ........!!!!



وماذا بعد يا أنتَ !!!

لِما عودتكَ الغامضة ؟

وماذا تريد مني بعد الهجر ؟

بعدما كتبتُ لكَ طوابير من الأحرف

ومراسيل من كلام الحب والغزل

كلها لم تشفع لي في يوم

نثرتها تحت أقدامك بتكبر وغرور أحمق

أعوام وأنا ألون وجهي بأبتسامات الحب والوله

وأرتدي أجمل فساتيني وأتزين بالحليّ

أعوام وزهور البنفسج لم تتفتح إلآ لأجلكَ

كل ذالك لم يكن كافي

فــ قررت تعذيبي بشتى الأنواع

غياب ..رحيل

ثم عودة ..ويليه رحيل

وأنا كما كل مرة أتسمر مكاني

كــ حمقاء مسلوبة العقل

وماذا بعد يا أنتَ !!!

أتعبتني حد الموت

أرحل وكن لرحيلك وفياً

دعني أنساكَ هل حقاً الى الأن لم تنتهي من تعذيبي !!!

ما هو ذنبي أخبرني ؟

هل كان حبي متملكاً أم هزيلاً

أم لعله لم يصل الى مستواكَ

مهما يكن يكفي فقد أخذتُ جزائي

جزاء أخلاصي وحبي

أبتعد أرحل عني ودعني فقط أنساكَ

استبدي أيتها المرأة وزيديني شغفاً لــ عينيكِ



استبدي أيتها المرأة زيدي دلالكِ

زيديني شغفاً لــ عينيكِ

أغمسي يديكِ داخل نبضاتي

أنبشي بحاري ولملمي قطرات العشق

وأحتضنيها بين عينيكِ

زيدي أستبدادكِ وأضربي

بعرض البحر حروفي

لآ تبالي ....

فــأنتِ من أهواها مهما استبدتْ أنوثتكِ

وتمايل كبريائكِ غنجاً وجمالاً

أستلي سيوف الحب من أهدابكِ

وأطعنيني بهم حد الموت حباً

يــا امرأة أقسمتُ أن يكون قلبها مسكني

استبدي وزيديني جنوناً وكوني أعصاراً

يا وريثة عصور الأميرات ....

معكَ أشعرُ بجمالي الدافء ..وحناني

كلّ ما بداخلي يعلنُ عن حالة بركان نشط

وكل ملامحي تقول أن هدوئي مزعج !!

معكَ صديقي لن أستعير مفردات الأناقة

ولآ كلمات المجاملة

معكَ أنا بكليّ ..بثوران البركان

وهدوء الصباح .....

معكَ صديقي لآ زيف للــ ملامح

ولآ تبديل للـ أقنعة

ولآ حتى بسمتي البلهاء المعتادة

معكَ أنا ...وأنا فقط

معكَ أشعرُ بجمالي الدافء ..وحناني

بضعفي ...وقوتي

بتمردي ...وخنوعي

أُدركُ أني متناقضة في كل شيء

ولكني حقيقية لستُ مزيفة

حقيقة أني ما زلتُ طفلة داخلي

وكل شيء في طور النضوج وقابل للــ تغيير



عذراً ربما بدأ موسم الهروب عندي



في زخم الحياة والأمور العالقة

هنا ...وهناك

تشعر برغبة في الهرب

الهرب من كل شيء

من ضجيج الأهل ..وصحبة الأصدقاء

تشتهي موسماً هادئً

موسم غابات البنفسج

تشتهي أن تقف عقارب الساعة

عند السنونو الواقف على شرفتكَ

رغبة كبيرة بأن تتوه أقدامكَ

عن موانئ عمرك

وتسافر عبر شعاع الشمس

الى أقصى مساحة في البحار

حيث لآ شيء سوى لمعان المرجان

الهروب من الصورة الأزلية التي رسمها

البعض لكَ ..

وشفاهكَ تتمتم بكلمتهم

سوف نبقى الى الأبد ...

الأبد !! كلمة مستهكلة كما صورتهم

عذراً ربما بدأ موسم الهروب عندي

وأول الهاربين أحرفي ....

بعثرات من نبضات قلبي



أرسمكَ وأمزجكَ بــدخان قهوتي

المتصاعد من فنجاني

كــ طيف يعانق أمسياتي

يُقبل وجنتي ..يمسكُ يدي

ويأخذني الى عالمه الوردي ...

واقفاً أنتَ هناك على أطراف الحلم

يداعبني خيالكَ أسمع صمتكَ

بــ همس لم تنطقه شفتيكَ

يلوح لي بأن الكون كله باتَ

حلماً يراقص أهدابي ....

يُرفل فستاني حول أقدامي ببراءة الطفولة

يتراقص مذهولاً بــ شغف عينيكَ

سوف أدعُ أمواجي الهادرة تجتاح شواطئكَ

وأدعكَ تشهق شهقة غريق أغوته حورية البحر ...

يختال حبكَ بين جنبات روحي

يقطفُ من نبضي الألحان

ويرتشف من ثغري عناقيد التوت

ويرسمني كأنثى المطر ....

حضوركَ يُعيد تأهيل مشاعري

وأجدني كما كل مرة واقفة متسمرة

مصلوبة عينايا عند مشارف عيناكَ ....

بعثرات من نبضات قلبي

ما الحب إلآ لعنة تصيبكَ بالغباء !!!



حطمتُ مرآتي وتناثرت أشلاء

على أرض غرفتي

وما زلتُ أرى لون الأحمر

في خدي لصفعة الحقيقة المرة

حين أعتقدتُ واهمة أنني من تحب

لم أكن أعرف أني أتناثر خلف مزاجية قلبكَ

ما كان ظني بأن حبكَ مجرد طلاسم

عبثتْ بروحي وأصابتني بــ لعنة

لم أدركُ رغم أحمرار خدي

جراء صفعاتكَ أني أرسم طيفاً

وهماً أعانقه في أحلامي

عبثتْ بي تلك اللعنة

جعلتني أفقدُ رزانتي

ولآ أسأل نفسي كيف بي لو حان الفراق

كيف سأحتمل شظاياه القاتلة

كيف أجمع طيور الحب التي أوتْ إليكَ

وبنتْ أعشاشها على نافذة غرفتكَ

كيف أُقنع الياسمين بأن لآ مكان له

في حديقتكَ ...؟؟

تباً كم كان أحمقاً حبي لكَ

حقيقة دوتْ داخلي صفعتني بقوة

جعلتني أؤمن بأن الحب مجرد

لعنة تصيبكَ بالغباء ....