أيها الليل الحالك السواد
أيها القاسي على الفؤاد
تائهة أنا أيها الليل
بين عتمتكَ ، وأفكاري
بين ترك الذكريات
والأنجراف معها
هل أتى ، ليرحل !!
هل وجّه رحلته نحو المجهول
ويمّم وجهه للغياب ؟؛
تشيخُ الأشياء يا صديقي
وتذبل الورود وتكفّ عن الثرثرة
حتى القمر يرحل بدون عودة
وتلك الشمس المتباهية
سيخبو ضوئها ذات نهار
كل شيءٍ قابل للنهاية
كل شيء ٍ الى زوال لا محال ؛
في عتمة الليل الكل يدير وجهه
نحو شرفة الأمل
يضعُ رأسه المنهك بالأحلام
ويدع الروح تحلق في الفضاء
ويرحلُ عبر المتاهات ؛
هل رأيت رسم الغيوم يوماً يا صديقي
تتشكلُ كلوحة فنية نادرة
فذاك وجه عجوز عاقد الحاجبين
وتلك فتاة ترفل بفستانها كـ الملاك
رغم كل هذا العالم الفتيّ
رغم كل الحياة التي تضج بين جنبيه
تشيخ الروح فجأة وتخبو
هكذا دون مقدمات !!؛
لا شيء يأتي من الفراغ
كل سببٍ له مسبب
فقط نحن نتحايل على أنفسنا
كي لا نعلن عجزنا تجاه الظروف
نقول فجأة أصبحتُ منطوياً
لم أعد أرغب برؤية أحد
أوه سأمتهن الصمت
وألوذ بالفرار عند كل اجتماع
لا طاقة لي على الأستمرار
حسناً لِما كل هذا يا ترى ؟
أعتقد بأن الضغط أصبح أكبر
من قدرتنا على الأحتمال
وأن الخيبات أذاقتنا المرارة
وأن أنانية البعض أنستنا أننا بشر
وأن ، وأن ، وأن
هكذا يا صديقي لا شيء
يأتي دون سبب ، دون مقدمات ؛
هنا أجلسُ مكاني متسمرة
عاجزة عن الحراك
وكأني أخاف صوت حركاتي
وأخشى أن يفضحني لهاث أنفاسي
أنتظر أن يجرفني شيءٌ ما
يأخذني الى اللامكان
حيث أستطيع إغماض عينيّ
دون الشعور بالخوف ، والقلق
هنا ألف عين أشعر بها تراقبني
وأنا أطفو بمكاني
لا شيء يجعلني أشعر بالحياة
هل شاخت الروح مني يا صديقي ؟ ؛
""طبتم وطابت أوقاتكم ""