مدخل "
في مرحلة ما نضطر الى مغادرة فجائعنا
بهدوء الجنائز ،وعويل الصمت
حين يجبرنا قدرنا على أن تكون الدمعة أنيقة
داخل أعيننا ، ويكون الحزن مدفوناً عميقاً
بعيداً عن أعين المتطفلين ؛
حين أشتهي أن أختلي بكَ
أن أهرب من كل شيء حولي إليكَ
تتكون نقطة بيضاء داخلي
لتكبر وتصبح محيطة بــ كلّي ،
وأرى انبعاث الضوء من عينيكَ
كـ قطعة لؤلؤية تفترش عالمي
وتصبح حدودي أنتَ وعينيكَ ،
حين أشعر بذاك الخواء اللعين داخلي
أنشر رسائلكَ القديمة ،
وأدع عبقها يفوح ويغمر كل حواسي
فـ هذا حرف كتبته في لحظة حب
وذاك كان يرسل شرراً يرميني ،
أضم تلك الرسائل الى صدري
وأحاول ابتلاع غصة واقفة في حنجرتي
وبهدوء تنحدر دمعة حارة تحفر أخدوداً
على بستان الورد ،
لِما أنت بهذا البعد ،وهذا القرب المخيف ؟
أخجل أن أطلب من ربي مقابلتكَ صدفة ،
أخجل أن أقول له بأن الحياة من دونكَ لا جدوى منها
لا خير فيها ؛
حين يغمرني الأسى تمتد يدي نحوكَ
كي أشعر بذراعيك تحيطني
وحين يمتلئ رأسي بالضجيج ،
أضعه على صدركَ كي يعيد قلبكَ
ترتيب ضجيجه ،
هل كنتَ تدرك حجم حبي حين رحلتَ عني
هل كنت تعتقد أنكَ ستقابل حباً مثل حبي ؟
لا أعتقد بأن هناك من يهتم بكَ مثلي
ولا هناك قلباً يضمّك بالدعاء كـ قلبي ،
بعيد أنتَ كــ غيمة في أعالي السماء
وقريب مني كـ حبل الوريد ؛
بعيدٌ أم قريب ستبقى دائماً حبيبي ؛
مخرج "
أن تحب يعني أن يمتلئ قلبك بحبه
للدرجة التي تخشى فيها البوح
والتحدث بما في قلبكَ من عشق وشجون
أن تأخذ الصمت وسيلة لكي يستمر هذا الحب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق