وأنا في هذا المساء ألتقط أنفاسي
وأتكاسل عن أخذ نفساً عميقاً
يعيد الى رئتي هواءً سُرق منها ؛
في هذا المساء أشعر بأني معطوبة
لا يوجد داخلي سوى عطر أمي
وصوت مطر بعيد ، ونسمات تداعب ذاكرتي ،
ونصف ابتسامة ،ونصف هدوء
أعاني من الأنصاف يا صديقي !!
أكره أن أخبركِ يا أمي عن ضعفي
أمام صورتكِ ، عن دمعة اليتم داخل أجفاني ،
أمقتُ هذه اللحظات حين أشعر بهذا الكمّ
من المشاعر المشتتة داخلي ،
وكأني بركان على وشك الأنفجار !!!
أكره أن أرى روحي عارية أمامي
تتقاذفها ألف فكرة ،وفكرة
ما معنى أن يأتيني صوتكَ من بعيد
يواسيني ببعض من الأحرف ،
ويربت على كتفي من خلف المسافات ،
ثمة ما أحتاجه أكثر من ذلك ؛
أحتاج الشعور بالواقع ، بالحقيقة الناصعة
ثمة ما يرعبني في هذا البعد الآثم ،
أخشى على روحي من هذا الجرف السحيق
تباً كم أكره شفافيتي ،وصدقي
كم لعينة تلك الصفة ،
ترميني الى التهلكة
فهذا زمن لا يصلحُ معه سوى النفاق ،
واللف والدوران حول القضية
الجميع يهاب الحقيقة ، يخشى سطوع نورها !
وأنا عالقة في النصف أحاول تخطي الواقع
وعدم خذلان الخيال ،
فتصيبني دهشة الشتات البائسة ؛
وكأني أدور حول حياتي أتفحصها من بعيد
أرى بمنظار الشفافية والوضوح ،
روح عارية من كل المجاملات والنفاق
وعقل محشو بأصناف الأفكار والخيالات ،
لفرط ما أشعر به من أحباط
أتمنى أن لا أكون أنا
من يكتب هذه الكلمات ،
لأنك يا صديقي حين تتجرد منكَ وتنسلخ عنكَ
ترى نفسكَ شخصاً لا تتمنى حقاً أن تتعرف عليه
وأن لا يمر يوماً في دربكَ ،
ترى ما لا تحب أن تراه عنكَ
ورغم كل هذا الحديث معكَ
لا زالت نصف ابتسامة على شفتي
ونظرة طويلة الى اللامكان
تأخذني الى ما لا نهاية !!! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق