الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

ولادة من رحم الظلام ..

ومرت أياماً  يا صديقي
لحقت بــ ركبِ  السنين
مضتْ وكأنها لم تكن ؛
يحدثُ  أن يومضَ  في قلبك
شيءٌ ما ،، لنقل أنه نور
يشقُ  طريقه عبر العتمة القاتمة
التي سدّت كل مخارج الضوء
في قلبكَ ،
ربما يكون مجرد نور عابر
أم ربما نور من ملكوت السماء !!
لِما لا يكون ؟
فـ حين تصارعُ وحدكَ  أنقباضات الولادة
ولادتكَ من جديد ،ولادة ثانية
تكون أنت الأم ،والمولود في آن
تمتد يد الرحمة لتزيل عن جبينكَ
حُبيبات العرق ،وتمسح برقة أجهادكَ
بعد مخاض عسير ،وتقلصات مؤلمة
يدخل النور ومعه بهجة الضوء
لـ يحيل ما كان من أرض جدباء
الى أشجار خضراء مورقة ،
شتّان ما بين ولادتك الأولى ، والثانية
هناك فرقٌ  شاسع ،
عند الأولى تلقفتكَ أيديّ  حنونة
وضمتكَ  الى صدرٍ  عامرٍ  بالمحبة ،
وعند الثانية لا يوجد سوى أنتَ
لن يحتضنكَ  سوى أنتَ ،
عندها يا صديقي يومض ذاك النور
لــ يغربلكَ  من بقايا الأولى ،
ويعيدُ  ترتيبكَ من جديد
يمنحكَ  قوة أستمدها من تقلصات الوجع
وصبراً يوازي صبر ألم المخاض ،
ويصنعُ من جراحاتك ثوباً  يحميكَ
من صقيع  الأوجاع ؛
سؤال يراودني ؟؟
كم سنبقى على قيد الولادة الثانية
وهل سنتحمل أوجاع مخاض ثالث ، وربما رابع
لستُ  أدري ؟
ربما يجب علينا الكفّ  عن تساؤلاتنا
ونعيش لحظة  الولادة المبهجة ،
والمضي قُدماً في محاولة لتخطي الصعاب
هكذا هي الحياة  تأخذنا من مكان
الى آخر ،بأرادتنا أم دونها
لا تأبه لنا ،لا تبالي بنا ؛
حسناً لا بأس  أنها حياة مجرد حياة
سوف تمضي بكل ما فيها من فصول
وشهر  تلوى شهر  يمضي مسرعاً
ليصل الى عناقٍ  فرحٍ  مع النهاية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...