الاثنين، 14 أغسطس 2017

عناوين مغلفة بـ عطرٍ موجع وجميل ....

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏جلوس‏، و‏‏أحذية‏، و‏طفل‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
 
عدتُ  إليكَ  يا صديقي كـ عودتي الى البدايات
أقف على ناصية  الأفكار وأراقبها
كيف تــ تلصص  على عقلي ،
وما يجتاحه من كلمات  ؛
آوتدري  حتى بعد مرور سنين طويلة
في الغربة  ،
 ما زلتُ  أتنفس   عبق شوارع  مدينتي
حتى  أستحال عطرها من أوجع العطور
وأجملها  في آن  واحد ؛
هنا يا صديقي  في أعمق زاوية  ذاكرتي
يوجد شيء عالق يأبى  الرحيل
يأبى مفارقتي  ،
رصيفٌ قفزتُ عليه ألاف المرات
وحارة  كانت  تضيقُ  بنا  حين نجتمعُ
المفارقة  يا صديقي  أنه  هنا لا يوجد
رصيف  تتجمهرُ  عليه البراءة  ،
ولا يوجد حارة  ضيقة  ونساء يتجمعن
عند أخر  الناصية ،
هنا يا صديقي شوارع كبيرة 
وحياة  تجري مسرعة  ،
وكأنها تخاف أن ينتهي العمر في لحظة غافلة ،
هنا تولدُ  الذكريات من غيم المطر
من سحاب الغربة تنبثق 
كــ نور عنيد لا ينفكُ  يؤلم عيناكَ
المنهكتان  من  الشوق الى هناك
حيث الوئام والحب  يجتمعان تحت سقف واحد ؛
حسناً لن أرجم  الزمن بحجارةِ  اللعنة
ولن  أُكيل الشتائم   بــ غضبٍ  
فـ الوقت  أثبتَ  لي بأنه حليف الحب الأكبر
فــ ها أنا رغم فصول الغربة  التي  أعيشها
في كل مراحل  عمري ،
تحتفظ  ذاكرتي  بكل  تفصيل 
جرى  في حياتي  الماضية ،
تمسكُ  بكل عنوان  وتضعه في مغلفٍ  عطرٍ
وتهديه  إليّ  كلما فاض بي الحنين والشوق ،
لأضعه بين أضلعي  كي  يزهرَ 
ويجدد بي  قوة الأستمرار  في هذه الحياة البائسة ،
النسيان  نعمة  لا أريدها  لا أريد أن أعيشها
ربما تقولوا عني  مجنونة  فـ الكل  يطلب النسيان
ويغازله كي يقترب من ذكرياته ،
أما أنا فالموازين  عندي منقلبة على غير عادتها
تجري بين تضاريس   عقلي  وفكري ،
فـ أنا أعيشُ  بـ ذكرياتي  ومنها أستمد قوتي 
وبها أكون  هذه الفتاة  التي تحدت
كل الصعاب وواجهتها  بـ قلب  ثابتٍ وصابر ،
لها مني كل الأخلاص  حتى أخر أنفاسي  ؛
لا  تطالبوا بالنسيان  فكل  ذكرى
حتى الموجعة  هي تاريخنا هي من صنعتنا
وجعلتنا على ما نحن  عليه  من قوة  وصبر  ؛
ولكم محبتي  وفائق ودي واحترامي  زواري الأعزاء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...