الجمعة، 21 يوليو 2017

رواية رحيل ...


 
التقتْ  تلك الفتاة ذات يومٍ  بعيد
حبيبها  وبهجة  قلبها السعيد ،
عند سفح جبل ،ونهر يتلوى
تحت أشعة الشمس ،
كأنه مهرجان عيد
تلاقت نظراتهما في صمت مهيب
صافحها على عجلٍ  وفي يديه  رعشة
وعلى شفتيه ابتسامة  الحزين !
جلسا متقابلان  وبينهما حديث 
صمت مريب ،
لم يحاول  النظر الى عينيها
خوفاً من رؤية  شوقها بين الرفيف ،
تنهد وخرج منه صوت خفيف
وقال  لها سوف أرحلُ الى البعيد
حيث  أزيز  الرصاص  والقصف الرهيب
صمتت وفي صمتها زلزال  عنيف !!
مذهولة  بين  الصدق ، والتكذيب
ولسان حالها  ولمن تتركني  أيها الحبيب؟
وفي دهشة  المفجوع  أرخت أهدابها
لتجري دموعاً تروي  قصة خوفها ،
أمسك  في لطف  يداها وضمهما
في حنان  ،ورفق شديد ،
وهمس لها يا حبية العمر والحلم الجميل
لا  تخافي سوف أعود ومعي وردة
ونصر  جديد ،
سوف  أعود وألقيّ  برأسي المتعب
على أعتاب صدرك
وأروي لكِ  تفاصيل يومي دونكِ
مع أصوات الحرب ،وعويل الريح
وأحدثكِ  عن طيفكِ الساكن قلبي
وعن حبكِ   وتمتمات دعواتكِ
التي رفعتها الى رب مجيب ،
لا تخافي  يا صغيرتي فقد قيدتني
بــ معادلة  تعني لي الكثر ،
تعالي  يا حبيبتي  الى صدري
كي  أخفف روعكِ ،
ما عهدتكِ  إلا قوية  ،وذات رأس عنيد
لِما هذا الحزن في عينيكِ
ألا تدركي بأن حزنهما مخيف ،
وأني  أدفعُ  حياتي ثمن  لـ لمعة فرح
ترفرف  فوق  هدبكِ  الجميل ،
كفكفي دمعكِ  يا بهجة الروح
وحدثيني  بما جرى اليوم معكِ
وكيف كنتُ  بين تفاصيله
التي تشبه جنونكِ  وتهوركِ  العتيد ،
هو يتكلم ، وهي مطأطأة الرأس
تبلعُ شهقاتها وتحاول لملمة قلبها
بعد هذا الخبر  الحزين ،
تحاول التماسكَ  أمامه كي لا يصيبه
الكرب ، وذنب الرحيل
رفعتْ  رأسها بـ بطء وعانقته
وقبلتْ جبيناً  شامخاً 
وعد بـ حماية وطنه بدمه
ونبضه الطاهر  الشريف ،
همست له وابتسامة حب وفخر
ترتسم على شفاهها
إذهب رعاك الله وحماكَ
من كل جبار  عنيد ،
أستودعك الله وهو خير مستودع وأمين ،
إذهب وقلبي بين حناياك  أودعته
وروحي  هي  تلك المعادلة
التي أقسمتَ  أن تصونها
وترعاها  داخلكَ  كـ طفل صغير ،
وقبل أن تذهب قرأت عليه آيات
تحميه  ،وتعود به في القريب ،
وغادرته  قبل أن تصيبها
نوبة  بكاء وحزن مرير .

تلك كانت رواية رحيل يا صديقي
ولكن هناك أمل بـ لقاء جديد
وعودة ذاك الحبيب  ، فما نفع الحياة
بلا نفحة  أمل  مع كل اشراقة
يوم جديد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...