الأحد، 23 يوليو 2017

زمان رديء ، وعالم مخيف


 
 
 
وفي هذا الفجر يا صديقي
هرب مني النوم كـ لص متمرس
وتركَ  النافذة مشرعة على خيالات أفكاري ،
أظن أنه بأمكانكَ  أن تتذكر موقفاً ما دون عناء
دون الحاجة الى استحضار كل ما في جعبتكَ ،
كما  بأمكانك  أن تعيش الخيال وكأنه حقيقة
تلمسها بين كل ما يدور حولك؛
في خضم هذه المعمعة والفوضى العارمة
التي نعيشها ، يجبرنا العقل الى أخذ استراحة
يمسك بطرف أفكارنا ويمشي بنا
نحو  ذاك المكان اللامحدود الذي رسمناه
في خيالنا ، فقط كي يبقى محافظاً علينا
فـ ما يجري  يا صديقي موجع ، محزن جداً 
أزيز الرصاص يكاد يخترق مسامعنا
وأنات الجرحى تُدميّ  قلوبنا ،
والقتل ، والدمار ،والتشرد
كل ما يجري  لا يشبه حياةً  تمنياها
ولا يواكب أحلاماً  عشنا كي نحققها ،
كل هذا مجرد شيءٍ لا أسم له
لا ينتمي الى شيء ، لا يشبه شيء
مجرد صورة مشوهة خادعة
أعتقد أنه في بعض الأحيان
يجب علينا أن نسيء الظن
لنتأكد من الرؤية بوضوح ،
فقد أصبحت الصور والوجوه
مجرد أشكال هندسية  براقة
تخفي تحت قناعها زيفها ،وقبحها ؛
يا صديقي لقد أصبحنا في زمان رديء
موحش ، غريب ، وأيضاً مخيف
العالم أصبح يدمر بعضه بعضاً ،
ولا شيء يسيطر عليه سوى الخراب
يا الهي كم هو بائس عالمنا ،
ومريب   والتعايش به أصبح  يخيف !
ولكـــن !!
الرحمة التي أوجدها الله داخلنا
أين أصبحتْ ؟
والى أين رحلتْ ، وتركتنا نقاسي الأمرين
تباً  يا صديقي نويتُ  الكتابة عن شيء من الخيال
يريحني من عناء التفكير  ،
لم أجد شيءً سوى الواقع المقيت الذي  نعيشه
خانني خيالي ،وخانني طيفكَ
وخانني قلبي ، وخانني قلمي
عشتُ لحظات في دوامة الخيانة
التي رمتني الى ذاك الواقع الموحش ،
وأطلقت  أفكاري ،
وكلماتٍ  مجعدة رمتها هنا
على صفحاتي دون مبالاة لوجعي !!
فـ لتقسم لي يا صديقي أنك لن تدعني
أعاني مرة أخرى من الخيانة ،
وأن لا تدعني وحدي أختنق بالجمل الطويلة
فقد سئمت الواقع البائس  ،
أريد فقط الهرب الى عالم الخيال
وطيفه  البعيد القريب  مني
سئمت من تلك الصرخة المتكدسة  في فمي
ومن كل شيء  لا يشبه الحياة في هذا  العالم .

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...