السبت، 27 أغسطس 2011

مدينة الأشباح





كانت هناك مدينة عامرة بالأفراح مزهوة بالألوان وسكانها متحابين

متجاورين وكان الإحترام سائدااً بينهم .. لم يطرق على باب مدينتهم أي

ضيف غريب عنهم .وتمر الأيام تتلوها أشهر .. وسنين والمدينة زاهية

بالعشق يومها وبالوئام ليلها .. ترفرف في سمائها طيور الحب

والشفق يلونهم بجماله

وفي يوم ما أتى ضيف غريب عنهم إستئذنهم بالدخول , سمحوا له

دخل الضيف ودخل معه سحابة سواد خفيفة لم يعيروها أي إهتمام

مرت أيام تعكرت السماء بلون قاتم ونثر غبار الألم على مدينتهم

كنت غائبة عن مدينتي .. شعرت بالحنين إاليها رجعت مسرعة

دخلت بابها وأخذتني الدهشة .. وجدتها مليئة بالأشباح

مهدمة مهشمة منها الأحلام لِما طُرقاتها مهجورة ؟

مشوهة المعالم منازلها ؟ أين طيورها ؟ ولِما الغربان تعشعش على أسطحها

عجباً !! أخذ قلبي يدق بخوف مذهولة بحق

ماذا جرى أين ذهبت مدينتي أين الحب الذي كان موجوداً فيها

أين عشقها وئامها أين موسيقاها التي كانت تصدح في الأجواء

يا مليك السماء .. أطلب منك الغفران أين انا ؟؟؟

ومن عبث بمدينتي الحبيبة وأهلكها وجعلها مدينة للدمار

للتعاسة والألم والقهر لمرارة ........

لم تدم حيرتي طويلا أتاني الضيف بلونه الكئيب

وقال لي ونظرته مسّمرة على وجهي كأنه يريد ان يرى وقع كلماته

أنا من دخلت مدينة السعادة وانا من أهلكتها فوق رؤس العباد

وأنا من زرعت القهر ورسمت الدمعة وانا من بعثرتها وجعلتها خاوية على العرش

يا الله أستحلفك قل لي من أنت وبصوت كئيب قال

أنا الحزن وأنا من يسموني التعيس وأنا إذا ما دخلت الى مكان هرب منه السعدُ

أعرفتي الأن من أنا ؟؟

أنا ملك الحزن إرحلي قبل أن يصيبك التعب والنصب ...

وقبل أن أُرمي تعويذة الحزن وتعيشي الى الأبد في كدر وهم

جرجرت نفسي خائبة الأمل وقلبي ينعى مدينة كانت تُسمى مدينة السعادة .


وقبل الرحيل بلحظات كان الحزن أسرع مني بالخطوات

وألقى عليّ تعويذة البؤس والهلاك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لن تموتَ قصائدي

  أما بعد ...  كان صمتكَ مسرفاً  جداً  حد أنه هدم ألف جدارٍ  من ألف مدينةٍ  واستقرَ داخل مسامات قلبي ،  ربما تتساءل إلى  متى ؟ إلى متى وهذا ...